الفامي
الإمام المفتي ، مدرس النظامية أبو محمد عبد الوهاب بن محمد بن
[ ص: 249 ] عبد الوهاب بن محمد بن عبد الواحد الفارسي الفامي الشيرازي الشافعي .
قدم
بغداد مدرسا من جهة
نظام الملك سنة ثلاث وثمانين مشاركا فيها
للحسين بن محمد الطبري ، فكان كل واحد منهما يدرس يوما ، ثم عزلا بعد سنة .
أملى عن المحدث
أبي بكر أحمد بن الحسن بن الليث ،
وعبد الواحد بن يوسف القزاز ،
وعلي بن بندار الحنفي ،
وأبي زرعة أحمد بن يحيى الخطيب ،
والحسن بن محمد بن عثمان بن كرامة الشيرازيين .
حدث عنه :
عبد الوهاب الأنماطي ،
وابن ناصر .
قال
ابن النجار : أخبرنا
محمد بن أحمد النحوي ، حدثنا
ابن ناصر ، حدثنا الإمام
جمال الإسلام أبو محمد عبد الوهاب عرف
بالفامي ، أخبرنا
عبد الواحد بن يوسف ، أخبرنا
عبيد الله بن محمد بن بيان الحافظ ، حدثنا
أبو علي محمد بن سعيد الرقي بها ، فذكر حديثا .
قال
أبو علي بن سكرة :
عبد الوهاب بن محمد الفامي من أئمة الشافعية وكبارهم ، سمعت عليه كثيرا ، وسمعته يقول : صنفت سبعين تأليفا ، ولي التفسير ضمنته مائة ألف بيت شاهدا ، أملى وحفظ عليه تصحيف شنيع ، فأجلب عليه ، وطولب ، ورمي بالاعتزال حتى فر بنفسه .
وقال
أحمد بن ثابت الطرقي سمعت جماعة أن
عبد الوهاب أملى [ ص: 250 ] عليهم
ببغداد : " صلاة في أثر صلاة كتاب في عليين " فصحفها " كنار في غلس " ، فكلموه ، فقال : النار في الغلس تكون أضوأ .
قال
الطرقي : وسأله صديق لي : هل سمعت " جامع
أبي عيسى " ؟ فقال : ما الجامع ؟ ومن
أبو عيسى ؟ ثم سمعته بعد يعده في مسموعاته .
ولما أراد أن يملي بجامع القصر ، قلت له : لو استعنت بحافظ ؟ فقال : إنما يفعل ذا من قلت معرفته ، وأنا ، فحفظي يغنيني ، فامتحنت بالاستملاء عليه ، فرأيته يسقط من الإسناد رجلا ، ويزيد رجلا ، ويجعل الرجل اثنين ، فرأيت فضيحة ، فمن ذلك :
الحسن بن سفيان ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17360يزيد بن زريع ، فأمسك الجماعة ، ونظر إلي وتكلموا ، فقلت : قد سقط إما
nindex.php?page=showalam&ids=16921محمد بن منهال ، أو
أمية بن بسطام فقال : اكتبوا كما في أصلي ، وجاء : أخبرنا
سهل بن بحر ، أنا سألته ، فصحفها ، فقال : أنا سالبة ، وقال :
سعيد بن عمرو الأشعثي ، فقال :
والأشعثي ، جعل واو " عمرو " للعطف ، فرددته ، فأبى ، فقلت : فمن
الأشعثي ؟ قال : فضول منك ، وجاء
ورقاء بن قيس بن الربيع ، فقلت : هو " عن " بدل " ابن " وقال في حديث
حميل بن بصرة : لقيت
nindex.php?page=showalam&ids=3أبا هريرة وهو يجيء من
الطور فقال :
[ ص: 251 ] " الطود " وفسر مرة " الخشف " فقال : طائر ، وقال في :
فليعمل عملا صالحا انتصب على الحال .
قيل : ولد سنة أربع عشرة وأربعمائة وعاش ستا وثمانين سنة .
توفي
بشيراز في السابع والعشرين من رمضان سنة خمسمائة وقد سقت من أخباره في " التاريخ الكبير " وفي " ميزان الاعتدال " .
وقيل : كان معتزليا .
وفيها : مات
أبو الفتح أحمد بن محمد بن أحمد الحداد سبط
بن منده ، وشيخ الشافعية
أبو المظفر أحمد بن محمد الخوافي بطوس ، والفقيه
أبو بكر أحمد بن محمد بن أحمد بن زنجويه الزنجاني وجعفر [ ص: 252 ] السراج والمبارك بن الصيرفي ،
وأبو غالب الباقلاني وشيخ النحو
المبارك بن فاخر بن الدباس وسلطان
المغرب يوسف بن تاشفين .