وروى
الواقدي بإسناده قال : لما جاء نعي
معاوية إلى
المدينة كان بها
الحسين nindex.php?page=showalam&ids=12691وابن الحنفية وابن الزبير ، وكان
ابن عباس بمكة ، فخرج
الحسين [ ص: 118 ] وابن الزبير إلى
مكة ، وأقام
nindex.php?page=showalam&ids=12691ابن الحنفية ، فلما سمع بدنو جيش
مسرف زمن الحرة رحل إلى
مكة ، وأقام مع
ابن عباس ، فلما مات
يزيد بويع
ابن الزبير ، فدعاهما إلى بيعته ، فقالا : لا حتى تجتمع لك البلاد . فكان مرة يكاشرهما ومرة يلين لهما ، ثم غلظ عليهما ، ووقع بينهم حتى خافاه ، ومعهما النساء والذرية ، فأساء جوارهم وحصرهم ، وقصد
محمدا ، فأظهر شتمه وعيبه ، وأمرهم
وبني هاشم أن يلزموا شعبهم ، وجعل عليهم الرقباء ، وقال فيما يقول : والله لتبايعن أو لأحرقنكم , فخافوا .
قال
سليم أبو عامر : فرأيت
nindex.php?page=showalam&ids=12691ابن الحنفية محبوسا في زمزم ، والناس يمنعون من الدخول عليه ، فقلت : والله لأدخلن عليه ، فقلت : ما بالك وهذا الرجل؟ قال : دعاني إلى البيعة فقلت : إنما أنا من المسلمين ، فإذا اجتمعوا عليك فأنا كأحدهم ، فلم يرض بهذا مني ، فاذهب إلى
ابن عباس فسلم عليه وقل : ما ترى؟
قال : فدخلت على
ابن عباس وهو ذاهب البصر فقال : من أنت؟ قلت : أنصاري . قال : رب أنصاري هو أشد علينا من عدونا . قلت : لا تخف ، أنا ممن لك كله ، قال : هات ، فأخبرته ، فقال : قل له : لا تطعه ولا نعمة عين إلا ما قلت ، ولا تزده عليه . فأبلغته .
فهم
nindex.php?page=showalam&ids=12691ابن الحنفية أن يسير إلى
الكوفة ، وبلغ ذلك
المختار ، فثقل عليه قدومه فقال : إن في
المهدي علامة يقدم بلدكم هذا ، فيضربه رجل في السوق بالسيف لا يضره ولا يحيك فيه .
فبلغ ذلك
nindex.php?page=showalam&ids=12691ابن الحنفية فأقام . فقيل له : لو بعثت إلى شيعتك
بالكوفة فأعلمتهم ما أنت فيه . فبعث
أبا الطفيل إلى شيعتهم ، فقال لهم : إنا لا نأمن
ابن الزبير على هؤلاء ، وأخبرهم بما هم فيه من الخوف ، فقطع
المختار بعثا إلى
مكة ، فانتدب معه أربعة آلاف ، فعقد
لأبي عبد الله الجدلي عليهم ،
[ ص: 119 ] وقال له : سر ; فإن وجدت
بني هاشم في حياة ، فكن لهم عضدا وانفذ لما أمروك به ، وإن وجدت
ابن الزبير قد قتلهم ، فاعترض
أهل مكة حتى تصل إلى
ابن الزبير ، ثم لا تدع
لآل الزبير شعرا ولا ظفرا . وقال : يا شرطة الله ، لقد أكرمكم الله بهذا المسير ، ولكم بهذا الوجه عشر حجج وعشر عمر .
وساروا حتى أشرفوا على
مكة ، فجاء المستغيث : عجلوا فما أراكم تدركونهم . فانتدب منهم ثمانمائة رأسهم
عطية بن سعد العوفي حتى دخلوا
مكة ، فكبروا تكبيرة سمعها
ابن الزبير ، فهرب إلى دار الندوة ، ويقال : تعلق بأستار الكعبة وقال : أنا عائذ الله . قال
عطية : ثم ملنا إلى
ابن عباس nindex.php?page=showalam&ids=12691وابن الحنفية وأصحابهما في دور قد جمع لهم الحطب فأحيط بهم حتى ساوى الجدر ، لو أن نارا تقع فيه ما رئي منهم أحد . فأخرناه عن الأبواب وعجل
nindex.php?page=showalam&ids=16629علي بن عبد الله بن عباس وهو يومئذ رجل ، فأسرع في الحطب ليخرج فأدماه .
وأقبل أصحاب
ابن الزبير ، فكنا صفين ، نحن وهم في المسجد نهارنا لا ننصرف إلى صلاة حتى أصبحنا ، وقدم الجدلي في الجيش ، فقلنا
nindex.php?page=showalam&ids=11لابن عباس nindex.php?page=showalam&ids=12691وابن الحنفية : ذرونا نرح الناس من
ابن الزبير ، فقالا : هذا بلد حرمه الله ، ما أحله لأحد إلا لنبيه ساعة ، فامنعونا وأجيرونا . قال : فتحملوا وإن مناديا لينادي في الجبل : ما غنمت سرية بعد نبيها ، ما غنمت هذه السرية . إن السرية تغنم الذهب والفضة ، وإنما غنمتم دماءنا . فخرجوا بهم ، فأنزلوهم
منى ، فأقاموا مدة ، ثم خرجوا إلى
الطائف ، وبها توفي
ابن عباس ، وصلى عليه
محمد ، فبقينا معه . فلما كان الحج ، وافى
محمد بأصحابه فوقف ، ووقف
نجدة بن عامر الحنفي في
الخوارج ناحية ، وحجت
بنو أمية على لواء ، فوقفوا
بعرفة .
[ ص: 120 ] وعن
محمد بن جبير أن الذي أقام الحج
ابن الزبير ، وحج
nindex.php?page=showalam&ids=12691ابن الحنفية في الخشبية أربعة آلاف نزلوا في الشعب الأيسر من
منى ، فخفت الفتنة ، فجئت
nindex.php?page=showalam&ids=12691ابن الحنفية ، فقلت : يا
أبا القاسم اتق الله ; فإنا في مشعر حرام ، في بلد حرام ، والناس وفد الله ، فلا تفسد عليهم حجهم ، فقال : والله ما أريد ذلك ، ولكني أدفع عن نفسي ، وما أطلب هذا الأمر إلا أن لا يختلف علي فيه اثنان ، فائت
ابن الزبير وكلمه ، وعليك بنجدة ، فكلمه . فجئت
ابن الزبير فقال : أنا أرجع ! قد اجتمع علي وبايعني الناس ، وهؤلاء أهل خلاف . قلت : إن خيرا لك الكف . قال : أفعل . ثم جئت
نجدة الحروري ، فأجده في أصحابه
وعكرمة عنده . فقلت : استأذن لي عليه . قال : فدخل فلم ينشب أن أذن لي ، فدخلت ، فعظمت عليه وكلمته ، فقال : أما أن أبتدئ أحدا بقتال ، فلا .
قلت : إني رأيت الرجلين لا يريدان قتالك . ثم جئت
شيعة بني أمية ، فكلمتهم ، فقالوا : لا نقاتل ، فلم أر في تلك الألوية أسكن من أصحاب
nindex.php?page=showalam&ids=12691ابن الحنفية . ووقفت تلك العشية إلى جنبه ، فلما غابت الشمس ، التفت إلي ، فقال : يا
أبا سعيد ادفع ، فدفعت معه ، فكان أول من دفع .
قال
خليفة : في سنة خمس وستين دعا
ابن الزبير nindex.php?page=showalam&ids=12691ابن الحنفية إلى بيعته ، فأبى ، فحصره في شعب
بني هاشم وتوعدهم ، حتى بعث
المختار أبا عبد الله الجدلي إلى
nindex.php?page=showalam&ids=12691ابن الحنفية في أربعة آلاف سنة ست ، فأقاموا معه حتى قتل
المختار في رمضان سنة سبع وستين .
[ ص: 121 ] الواقدي حدثني
جعفر بن محمد الزبيري ، عن
عثمان بن عروة ، عن أبيه . وحدثنا
إسحاق بن يحيى بن طلحة وغيره ، قالوا : كان المختار أشد شيء على
ابن الزبير ، وجعل يلقي إلى الناس أن
ابن الزبير كان يطلب هذا الأمر
nindex.php?page=showalam&ids=12691لابن الحنفية ثم ظلمه ، وجعل يعظم
nindex.php?page=showalam&ids=12691ابن الحنفية ويدعو إليه فيبايعونه سرا ، فشك قوم وقالوا : أعطينا هذا عهودنا أن زعم أنه رسول
nindex.php?page=showalam&ids=12691ابن الحنفية وهو
بمكة ليس منا ببعيد .
فشخص إليه قوم فأعلموه أمر
المختار ، فقال : نحن قوم -حيث ترون- محبوسون وما أحب أن لي سلطان الدنيا بقتل مؤمن ، ولوددت أن الله انتصر لنا بمن يشاء ، فاحذروا الكذابين ، قال : وكتب
المختار كتابا على لسان
nindex.php?page=showalam&ids=12691ابن الحنفية إلى
nindex.php?page=showalam&ids=12361إبراهيم بن الأشتر وجاءه يستأذن -وقيل :
المختار أمين
آل محمد ورسولهم - فأذن له ورحب به ، فتكلم
المختار -وكان مفوها- ثم قال : إنكم أهل بيت قد أكرمكم الله بنصرة
آل محمد وقد ركب منهم ما قد علمت ، وقد كتب إليك
المهدي كتابا وهؤلاء الشهود عليه فقالوا : نشهد أن هذا كتابه ورأيناه حين دفعه إليه . فقرأه
إبراهيم ، ثم قال : أنا أول من يجيب ، قد أمرنا بطاعتك ومؤازرتك ، فقل ما بدا لك . ثم كان يركب إليه في كل يوم ، فزرع ذلك في الصدور .
وبلغ ذلك
ابن الزبير ، فتنكر
nindex.php?page=showalam&ids=12691لابن الحنفية ، وجعل أمر
المختار يغلظ ، وتتبع قتلة
الحسين فقتلهم ، وجهز
ابن الأشتر في عشرين ألفا إلى
عبيد الله بن زياد ، فظفر به
ابن الأشتر ، وبعث برأسه إلى
المختار ، فبعث به إلى
nindex.php?page=showalam&ids=12691ابن الحنفية nindex.php?page=showalam&ids=16600وعلي بن الحسين ، فدعت
بنو هاشم للمختار ، وكان
nindex.php?page=showalam&ids=12691ابن الحنفية لا يحب كثيرا مما يأتي به ، وكتب
المختار [ ص: 122 ] إليه :
لمحمد المهدي من
المختار الطالب بثأر
آل محمد .
أبو غسان النهدي : حدثنا
عمر بن زياد ، عن
الأسود بن قيس ، قال : لقيت رجلا من
عنزة فقال : انتهيت إلى ابن الحنفية ، فقلت : السلام عليك يا
مهدي ، قال : وعليك السلام . قلت : إن لي حاجة . فلما قام ، دخلت معه ، فقلت : ما زال بنا الشين في حبكم حتى ضربت عليه الأعناق ، وشردنا في البلاد وأوذينا ، ولقد كانت تبلغنا عنك أحاديث من وراء وراء ، فأحببت أن أشافهك . فقال : إياكم وهذه الأحاديث ، وعليكم بكتاب الله ; فإنه به هدي أولكم ، وبه يهدى آخركم ، ولئن أوذيتم ، لقد أوذي من كان خيرا منكم ، ولأمر
آل محمد أبين من طلوع الشمس .
ابن عيينة : حدثنا
أبو الجحاف -شيعي - عن رجل من
أهل البصرة قال : أتيت ابن الحنفية حين خرج
المختار فقلت : إن هذا خرج عندنا يدعو إليكم ، فإن كان عن أمركم اتبعناه . قال : سآمرك بما أمرت به ابني هذا ، إنا أهل بيت لا نبتز هذه الأمة أمرها ، ولا نأتيها من غير وجهها ، وإن
عليا كان يرى أنه له ، ولكن لم يقاتل حتى جرت له بيعة .
ابن عيينة : عن
ليث ، عن
منذر الثوري ، عن
محمد بن علي : سمعت
nindex.php?page=showalam&ids=3أبا هريرة يقول : لا حرج إلا في دم امرئ مسلم . فقلت : يطعن على أبيك . قال : لا ، بايعه أولو الأمر ، فنكث ناكث فقاتله ، وإن
ابن الزبير يحسدني على مكاني ، ود أني ألحد في الحرم كما ألحد .
[ ص: 123 ] الثوري : عن
الحارث الأزدي ، قال : قال
nindex.php?page=showalam&ids=12691ابن الحنفية : رحم الله امرأ أغنى نفسه ، وكف يده ، وأمسك لسانه ، وجلس في بيته ، له ما احتسب ، وهو مع من أحب ، ألا إن أعمال
بني أمية أسرع فيهم من سيوف المسلمين ، ألا إن لأهل الحق دولة يأتي بها الله إذا شاء ، فمن أدرك ذلك كان عندنا في السهم الأعلى ، ومن يمت فما عند الله خير وأبقى .
أبو عوانة : حدثنا
أبو جمرة قال : كانوا يقولون لابن الحنفية : سلام عليك يا
مهدي ، فقال : أجل أنا
مهدي ، أهدي إلى الرشد والخير ، اسمي محمد ، فقولوا : سلام عليك يا
محمد أو يا
أبا القاسم .
روى
الربيع بن منذر الثوري ، عن أبيه ، قال : قال
nindex.php?page=showalam&ids=12691محمد بن الحنفية : لوددت أني فديت شيعتنا هؤلاء ببعض دمي . ثم قال : بحديثهم الكذب ، وإذاعتهم السر حتى لو كانت أم أحدهم ، لأغرى بها حتى تقتل .
قال
ابن سعد قتل
المختار في سنة ثمان وستين ، وفي سنة تسع بعث
ابن الزبير أخاه
عروة إلى
nindex.php?page=showalam&ids=12691محمد بن الحنفية يقول : إني غير تاركك أبدا حتى تبايعني أو أعيدك في الحبس ، وقد قتل الله الكذاب الذي كنت تدعي نصرته ، وأجمع
أهل العراق علي ، فبايع .
فقال : يا
عروة ، ما أسرع أخاك إلى قطع الرحم والاستخفاف بالحق ، وما أغفله عن تعجيل عقوبة الله ، ما يشك أخوك في الخلود ، ووالله ما بعث
المختار داعيا ولا ناصرا . ولهو
[ ص: 124 ] كان أشد إليه انقطاعا منه إلينا ، فإن كان كذابا فطالما قربه على كذبه ، وإن كان غير ذلك فهو أعلم به ، وما عندي خلاف ما أقمت في جواره ، ولو كان ، لخرجت إلى من يدعوني ، ولكن هاهنا لأخيك قرن -وكلاهما يقاتلان على الدنيا-
عبد الملك ، فلكأنك بجيوشه قد أحاطت برقبة أخيك ، وإني لأحسب أن جواره خير من جواركم ، ولقد كتب إلي يعرض علي ما قبله ويدعوني إليه . قال
عروة : فما يمنعك؟ قال : أستخير الله ، وذلك أحب إلي من صاحبك . فقال بعض أصحاب
nindex.php?page=showalam&ids=12691ابن الحنفية : والله لو أطعتنا ، لضربنا عنقه ، فقال : وعلى ماذا؟ رجل جاء برسالة من أخيه ، وأنتم تعلمون أن رأيي لو اجتمع الناس علي سوى إنسان لما قاتلته ، فانصرف
عروة ، وأخبر أخاه ، وقال : ما أرى لك أن تعرض له ، دعه ، فليخرج عنك ;
فعبد الملك أمامه لا يتركه يحل بالشام حتى يبايعه ، وهو فلا يبايعه أبدا حتى يجمع عليه الناس .
أبو عوانة : عن
nindex.php?page=showalam&ids=11969أبي جمرة ، قال : سرنا مع
nindex.php?page=showalam&ids=12691ابن الحنفية من
الطائف إلى
أيلة بعد موت
ابن عباس ، وكان
عبد الملك قد كتب له على أن يدخل في أرضه هو وأصحابه حتى يتفق الناس على رجل واحد ، فإذا اصطلحوا على رجل بعهد الله وميثاقه -في كلام طويل- فلما قدم
محمد الشام ، كتب إليه
عبد الملك : إما أن تبايعني ، وإما أن تخرج من أرضي -ونحن يومئذ سبعة آلاف- فبعث إليه : على أن تؤمن أصحابي ، ففعل ، فقام فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : الله ولي الأمور كلها وحاكمها ، ما شاء الله كان ، وما لم يشأ لم يكن ، والذي نفس
محمد بيده ليعودن فيهم الأمر كما بدأ ، الحمد لله الذي حقن دماءكم ، وأحرز دينكم ، من أحب منكم أن يأتي مأمنه إلى بلده
[ ص: 125 ] آمنا محفوظا فليفعل ، كل ما هو آت قريب ، عجلتم بالأمر قبل نزوله ، والذي نفسي بيده إن في أصلابكم لمن يقاتل مع
آل محمد ، ما يخفى على أهل الشرك أمر
آل محمد ، أمر
آل محمد مستأخر . قال : فبقي في تسع مائة ، فأحرم بعمرة وقلد هديا . فلما أردنا أن ندخل
الحرم ، تلقتنا خيل
ابن الزبير ، فمنعتنا أن ندخل ، فأرسل إليه
محمد : لقد خرجت وما أريد قتالا ، ورجعت كذلك ، دعنا ندخل ، فلنقض نسكنا ثم لنخرج عنك . فأبى ، قال : ومعنا البدن مقلدة فرجعنا إلى
المدينة ، فكنا بها حتى قدم
الحجاج ، وقتل
ابن الزبير ، ثم سار إلى
العراق ، فلما سار مضينا فقضينا نسكنا ، وقد رأيت القمل يتناثر من
nindex.php?page=showalam&ids=12691ابن الحنفية ، قال : ثم رجعنا إلى
المدينة فمكث ثلاثة أشهر ثم توفي . إسنادها ثابت .
الواقدي : حدثنا
موسى بن عبيدة ، عن
زيد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب ، قال : وفدت مع
أبان على
عبد الملك وعنده
nindex.php?page=showalam&ids=12691ابن الحنفية ، فدعا
عبد الملك بسيف رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ودعا بصيقل فنظر فقال : ما رأيت حديدة قط أجود منها ، قال
عبد الملك : ولا والله ما رأى الناس مثل صاحبها ، يا
محمد ، هب لي هذا السيف . قال
محمد : أينا أحق به فليأخذه . قال
عبد الملك : إن كان لك قرابة فلكل قرابة . فأعطاه
محمد إياه ثم قال : يا أمير المؤمنين إن هذا -وأشار إلى
الحجاج - قد استخف بي وآذاني ، ولو كانت خمسة دراهم أرسل إلي فيها . قال : لا إمرة له عليك . فلما ولى
محمد ، قال
عبد الملك nindex.php?page=showalam&ids=14078للحجاج : أدركه فسل سخيمته . فأدركه فقال : إن أمير المؤمنين قد أرسلني إليك لأسل سخيمتك ، ولا مرحبا بشيء ساءك ، قال : ويحك يا
حجاج اتق الله واحذره ، ما من صباح إلا ولله في كل عبد من
[ ص: 126 ] عباده ثلاث مائة وستون لحظة ، إن أخذ ، أخذ بمقدرة ، وإن عفا ، عفا بحلم ، فاحذر الله . فقال : لا تسألني شيئا إلا أعطيتكه ، قال : وتفعل؟ قال : نعم .
قال : صرم الدهر .
الثوري : عن
مغيرة ، عن أبيه أن
الحجاج أراد أن يضع رجله على المقام ، فزجره
nindex.php?page=showalam&ids=12691ابن الحنفية ونهاه .
إسرائيل : حدثنا
ثوير قال : رأيت
nindex.php?page=showalam&ids=12691ابن الحنفية يخضب بالحناء والكتم .
وعن
أبي مالك أنه رأى
nindex.php?page=showalam&ids=12691ابن الحنفية يرمي الجمار على برذون أشهب .
وروى
الثوري ، عن
الشيباني : رأيت على
nindex.php?page=showalam&ids=12691ابن الحنفية مطرف خز أصفر بعرفة .
وعن
رشدين بن كريب : رأيت
nindex.php?page=showalam&ids=12691ابن الحنفية يعتم بعمامة سوداء ويرخيها شبرا أو دونه .
وقال
عبد الواحد بن أيمن : رأيت على
nindex.php?page=showalam&ids=12691ابن الحنفية عمامة سوداء .
وقيل
nindex.php?page=showalam&ids=12691لابن الحنفية : لم تخضب؟ قال : أتشبب به للنساء .
أبو نعيم : حدثنا
عبد الواحد بن أيمن ، قال : أرسلني أبي إلى
nindex.php?page=showalam&ids=12691محمد بن الحنفية فإذا هو مكحل ، مصبوغ اللحية بحمرة ، فرجعت فقلت لأبي : بعثتني
[ ص: 127 ] إلى شيخ مخنث؟! قال : يا ابن اللخناء ذاك
محمد بن علي .
قال
ابن سعد : أنبأنا
محمد بن الصلت ، حدثنا
ربيع بن منذر ، عن أبيه قال : كنا مع
nindex.php?page=showalam&ids=12691ابن الحنفية ، فأراد أن يتوضأ ، فنزع خفيه ، ومسح على قدميه .
قلت : هذا قد يتعلق به الإمامية وبظاهر الآية ، لكن غسل الرجلين شرع لازم بينه لنا الرسول -اللهم صل عليه- وقال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=879527ويل للأعقاب من النار وعليه عمل الأمة ولا اعتبار بمن شذ .
قال رافضي : فأنتم ترون مسح موضع ثلاث شعرات بل شعرة من الرأس يجزئ ، والنص لا يحتمل هذا ، ولا يسمى من اقتصر عليه ماسحا لرأسه عرفا ، ولا رأينا النبي -صلى الله عليه وسلم- ولا أحدا من أصحابه اجتزأ بذلك ولا جوزه . فالجواب : أن الباء للتبعيض في قوله
برءوسكم وليس هذا الموضع يحتمل تقرير هذه المسألة .
قال
الواقدي : حدثنا
عبد الله بن جعفر ، عن
صالح بن كيسان ، عن
الحسن بن محمد بن الحنفية قال : لم يبايع أبي
الحجاج ، لما قتل
ابن الزبير بعث
الحجاج إليه أن قد قتل عدو الله ، فقال : إذا بايع الناس بايعت .
قال : والله لأقتلنك . قال : إن لله في كل يوم ثلاث مائة وستين نظرة . في كل لحظة ثلاث مائة وستون قضية فلعله أن يكفيناك في قضية من قضاياه .
وكتب
الحجاج فيه إلى
عبد الملك بذلك ، فأعجب
عبد الملك [ ص: 128 ] قوله ، وكتب بمثلها إلى طاغية
الروم وذلك أن صاحب
الروم كتب إلى
عبد الملك يتهدده بأنه قد جمع له جموعا كثيرة . وكتب إلى
الحجاج : قد عرفنا أن
محمدا ليس عنده خلاف ، فارفق به فسيبايعك . فلما اجتمع الناس على
عبد الملك ، وبايع له
ابن عمر ، قال
ابن عمر لمحمد : ما بقي شيء فبايع ، فكتب بالبيعة إلى
عبد الملك وهي : أما بعد ، فإني لما رأيت الأمة قد اختلفت ، اعتزلتهم . فلما أفضي الأمر إليك ، وبايعك الناس ، كنت كرجل منهم ، فقد بايعتك وبايعت
الحجاج لك ، ونحن نحب أن تؤمننا ، وتعطينا ميثاقا على الوفاء; فإن الغدر لا خير فيه .
فكتب إليه
عبد الملك : إنك عندنا محمود ، أنت أحب إلينا وأقرب بنا رحما من
ابن الزبير ; فلك ذمة الله ورسوله أن لا تهاج ولا أحد من أصحابك بشيء .
قال
أبو نعيم الملائي : مات
nindex.php?page=showalam&ids=12691ابن الحنفية سنة ثمانين .
وقال
الواقدي : أنبأنا
زيد بن السائب ، قال : سألت
عبد الله بن الحنفية : أين دفن أبوك؟ قال :
بالبقيع ، سنة إحدى وثمانين في المحرم وله خمس وستون سنة . فجاء
nindex.php?page=showalam&ids=11795أبان بن عثمان والي
المدينة ليصلي عليه ، فقال أخي : ما ترى؟ فقال
أبان : أنتم أولى بجنازتكم . فقلنا : تقدم فصل ، فتقدم .
الواقدي : حدثنا
علي بن عمر بن علي بن الحسين ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=13371عبد الله بن محمد بن عقيل ، سمعت
nindex.php?page=showalam&ids=12691ابن الحنفية سنة إحدى وثمانين يقول : لي خمس وستون سنة ، جاوزت سن أبي ، فمات تلك السنة .
[ ص: 129 ] وفيها أرخه
أبو عبيد ،
وأبو حفص الفلاس . وانفرد
المدائني ، فقال : مات سنة ثلاث وثمانين .