كوتاه
الشيخ الإمام الحافظ المتقن محدث أصبهان ، أبو مسعود ، عبد الجليل بن محمد بن عبد الواحد بن محمد الأصبهاني كوتاه .
ولد سنة ست وسبعين وأربعمائة .
وسمع
رزق الله التميمي ،
وأبا بكر بن ماجه الأبهري ،
والقاسم بن الفضل الثقفي ،
وأحمد بن عبد الرحمن الذكواني ،
وابن أشتة ، وعددا كثيرا من أصحاب
أبي سعيد النقاش وأبي نعيم ، ثم أصحاب
أبي طاهر بن عبد الرحيم .
قال الحافظ
أبو موسى : هو أوحد وقته في علمه مع حسن طريقته وتواضعه ، حدثنا لفظا وحفظا على منبر وعظه في سنة تسع عشرة وخمسمائة ، فذكر حديثا .
[ ص: 330 ] وقال
السمعاني من أولاد المحدثين ، حسن السيرة ، مكرم للغرباء ، فقير قنوع ، صحب أبي مدة مقامه
بأصبهان ، وسمع بقراءته الكثير ، وله معرفة تامة بالحديث ، هو من مقدمي أصحاب شيخنا
إسماعيل بن محمد الحافظ حضرت مجلس إملائه ، وكتبت عنه ، سمعت
أبا القاسم الحافظ بدمشق يثني عليه ثناء حسنا ، ويفخم أمره ، ويصفه بالحفظ والإتقان .
قال
السمعاني : لما وردت
أصبهان كان ما يخرج من داره إلا لحاجة مهمة ، كان شيخه
إسماعيل الحافظ هجره ، ومنعه من حضور مجلسه لمسألة جرت في النزول ، وكان
كوتاه يقول : النزول بالذات ، فأنكر
إسماعيل هذا ، وأمره بالرجوع عنه ، فما فعل .
قلت : وقد ارتحل إلى
نيسابور ، وسمع من
عبد الغفار الشيروي .
حدث عنه :
nindex.php?page=showalam&ids=13359أبو القاسم بن عساكر ،
ويوسف بن أحمد الشيرازي ، وطائفة ، وروت عنه
كريمة الدمشقية بالإجازة .
قال
السمعاني أبو سعد : حدثنا
عبد الخالق الشحامي ، حدثنا
صاعد بن سيار الحافظ إملاء ، حدثنا
عبد الجليل بن محمد بن عبد الواحد بالمدينة ، أخبرنا
روح بن محمد ، أخبرنا
أبو الحسن الخرجاني أخبرنا
[ ص: 331 ] ابن خرزاذ ، حدثنا
علي بن روحان ، حدثنا
أحمد بن سنان ، سمعت
شيبان بن يحيى يقول : ما أعلم طريقا إلى الجنة أقصد ممن يسلك طريق الحديث .
مات
كوتاه في شعبان سنة ثلاث وخمسين وخمسمائة .
وهو من رواة نسخة
لوين عن
ابن ماجه الأبهري .
ومسألة النزول فالإيمان به واجب ، وترك الخوض في لوازمه أولى ، وهو سبيل السلف ، فما قال هذا : نزوله بذاته ، إلا إرغاما لمن تأوله ، قال : نزوله إلى السماء بالعلم فقط . نعوذ بالله من المراء في الدين .
وكذا قوله :
وجاء ربك ونحوه ، فنقول : جاء ، وينزل ، وننهى عن القول : ينزل بذاته ، كما لا نقول : ينزل بعلمه ، بل نسكت ولا نتفاصح على الرسول -صلى الله عليه وسلم- بعبارات مبتدعة ، والله أعلم .