[ ص: 5 ] السلفي
هو الإمام العلامة المحدث الحافظ المفتي ، شيخ الإسلام شرف المعمرين أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن إبراهيم الأصبهاني .
[ ص: 6 ] ويلقب جده
أحمد سلفة ، وهو الغليظ الشفة ، وأصله بالفارسية سلبة ، وكثيرا ما يمزجون الباء بالفاء فالسلفي مستفاد مع السلفي -بفتحتين- وهو من كان على مذهب السلف ، ومنهم :
أبو بكر عبد الرحمن بن عبد الله السرخسي يروي عن
أبي الفتيان الرواسي .
والسلفي -بضم ثم فتح-
قيس بن الحجاج السلفي ،
ورافع بن عقيب ،
ومحمد بن خالد بن خلي ،
وعبد الله بن عبد الأعلى ،
وأبو الأخيل من ذرية
سلف بن يقطن ، وهم بطن من
الكلاع ،
والكلاع قبيلة من
حمير .
وبكسر وسكون :
إسماعيل بن عباد السلفي القطان ، عن
عباد الرواجني منسوب إلى
درب السلفي ، وهو من قطيعة
الربيع ببغداد .
وبفتحتين وقاف :
أبو عمرو أحمد بن روح السلقي ، هجاه
البحتري .
[ ص: 7 ] وبزيادة ياء :
إسماعيل بن علي السيلقي من كبار مشيخة
السلفي صاحب الترجمة .
ولد
الحافظ أبو طاهر في سنة خمس وسبعين أو قبلها بسنة ، وهذا مطابق لما رواه
أبو الحسن محمد بن أحمد القطيعي في " تاريخه " ، قال : سمعت
الحافظ عبد الغني بن عبد الواحد بعد عوده من عند
السلفي يقول : سألته عن مولده ، فقال : أنا أذكر قتل
نظام الملك -يعني الوزير الذي وقف المدرسة النظامية
ببغداد - وكان عمري نحو عشر سنين ; قتل سنة خمس وثمانين وأربعمائة ، وقد كتب عني
بأصبهان أول سنة اثنتين وتسعين وأربعمائة ، وأنا ابن سبع عشرة سنة أو أكثر أو أقل بقليل ، وما في وجهي شعرة ،
nindex.php?page=showalam&ids=12070كالبخاري -رحمه الله- يعني لما كتبوا عنه .
وقال الإمام
أبو شامة سمعت شيخنا
علم الدين السخاوي يقول : سمعت يوما
أبا طاهر السلفي ينشد لنفسه ما قاله قديما :
أنا من أهل الحدي ث وهم خير فئة جزت تسعين وأر
جو أن أجوزن المائة
قال : فقيل له : قد حقق الله رجاءك ، فعلمت أنه قد جاز المائة ، وذلك في سنة اثنتين وسبعين وخمسمائة .
وقد ذكر غير واحد أن
السلفي ممن نيف على المائة عام ، حتى إن تلميذه الوجيه
عبد العزيز بن عيسى قال : مات وله مائة وست سنين .
[ ص: 8 ] وأول سماع حضره
السلفي متفرجا مع الصبيان مجلس
رزق الله التميمي الحنبلي ، إذ قدم عليهم رسولا
أصبهان ، فقال
السلفي -فيما قرأته على
عبد المؤمن الحافظ - أخبرنا
ابن رواج ، أخبرنا
السلفي ، قال : شاهدت
رزق الله يوم دخوله إلى البلد ، وكان يوما مشهودا كالعيد ، بل أبلغ في المزيد ، وحضرت مجلسه في
الجامع الجورجيري وقال لي
أحمد بن معمر العبدي : قد استجزته لك في جملة من كتبت من صبياننا .
قال
السلفي في معجم
أصبهان الواعظة
أروى بنت محمد هي ابنة عم جدتي
فاطمة الشعبية مقدمة الواعظات ، رأيتها وحضرت عندها كثيرا ، وقد سمعت من
أبي سعد الماليني ،
والنقاش ، وماتت سنة ثمانين وأربعمائة .
وقال : أول من سمعت منه وكتبت عنه
محمد بن محمد بن عبد الرحمن المديني سمع في سنة تسع وأربعمائة من
أحمد بن عبد الرحمن اليزدي .
وسمع
السلفي كثيرا من
الرئيس أبي عبد الله القاسم بن الفضل الثقفي ، وله سماع في سنة ثلاث وأربعمائة . ومات هو
والمديني عام تسعة وثمانين . وسمع أيضا
بأصبهان من
رئيس المؤذنين أبي مسعود محمد [ ص: 9 ] وأحمد ابني عبد الله السوذرجاني رويا له عن
علي بن ميلة .
وسمع من
أبي بكر محمد بن عبد الواحد بن محمد ، وقال : لم يمت أحد من شيوخي قبله ، ولا حدثنا عن
أبي منصور بن مهربزد صاحب أبي علي الصحاف سواه . قال : وأخبرنا
محمد بن علي الكاغدي عن
علي بن ميلة .
وحدث
السلفي عن
أبي مطيع محمد بن عبد الواحد الصحاف صاحب
ابن مردويه ، وعن
محمد بن عبد الجبار القوساني ،
وأبي طالب أحمد بن أبي هاشم الكندلاني وأحمد بن عبد الغفار بن أشته وإسماعيل بن علي السيلقي وأبي الفضل أحمد بن محمد بن الحسن بن سليم المؤدب ،
وأبي الفتح أحمد بن محمد الحداد وتلا عليه إلى الخواتيم
وعبد الرحمن بن محمد بن يوسف النصري السمسار بقية أصحاب
الجرجاني ،
وسعيد بن محمد بن يحيى الجوهري صاحب
ابن ميلة .
ومكي بن منصور الكرجي السلار صاحب
القاضي أبي بكر الحيري وأبي سعد محمد بن محمد المطرز ، وتلا عليه ختمة
وأبي الفتح محمد بن أحمد بن الحارث الأخرم صاحب
غلام محسن ،
والحافظ أحمد بن محمد بن الحافظ أبي بكر بن مردويه ،
والحافظ أحمد بن محمد بن بشرويه وسمع منه معجمه
وأحمد بن محمد بن قولويه ،
والمقرئ إسماعيل بن الحسن العلوي .
[ ص: 10 ] والمحدث بندار بن محمد الخلقاني وأبي القاسم عبد الله بن أحمد بن بليزة الخرقي وتلا عليه
لقنبل عن قراءته في سنة ثلاث وعشرين وأربعمائة على
ابن زنجويه ،
وأبي حفص عمر بن الحسن بن محمد بن سليم المعلم ، صاحب
غلام محسن ،
وأبي نصر الفضل بن علي الحنفي ، صاحب
ابن ميلة ،
وأبي القاسم الفضل بن علي السكري ، صاحب
أبي بكر بن أبي علي الذكواني ،
وفضلان بن عثمان القيسي ، صاحب
الذكواني أيضا ،
وأبي علي المطهر بن بطة روى عن
الحمال ،
ولاحق بن محمد التميمي ، يروي عن
الفضل بن شهريار ، وتلا
لقالون أيضا على
أبي سعد نصر بن محمد الشيرازي ، صاحب
أبي الفضل الرازي في خلق كثير من أصحاب
أبي نعيم وابن ريذة . ونزل إلى
الحافظ إسماعيل بن محمد بن الفضل الطلحي والفضل بن محمد الديلمي ، وعدة .
وسمع من النساء
بأصبهان ، من
أم سعد أسماء بنت أحمد بن عبد الله بن أحمد ، تروي عن
ابن عبدكويه ،
والجمال ،
وابن أبي علي ، ومن
أمة العزيز بنت محمد بن الجنيد ، سمعت
الجمال ، ومن
سارة أخت شيخه أبي طالب الكندلاني ،
وفاطمة بنت ماجه ، تروي عن
أبي سعيد بن حسنويه ، ومن
لامعة بنت سعيد البقال ، وقد سمعوا منها في حياة
nindex.php?page=showalam&ids=12181أبي نعيم الحافظ ، فعمل معجم شيوخه
الأصبهاني في مجلد كبير .
[ ص: 11 ] وارتحل ، وله أقل من عشرين سنة ، فدخل
بغداد ولحق بها
أبا الخطاب بن البطر ، وسمع منه نحوا من عشرين جزءا ، كان يتفرد بها ، فتفرد هو بها عنه ; كالدعاء
للمحاملي ، والأجزاء المحامليات الثلاثة .
وسمع من
أبي بكر أحمد بن علي الطريثيثي ،
والحسين بن علي بن البسري ،
وثابت بن بندار ،
وأبي سعد الحسين بن الحسين الفانيدي ،
وأبي مسلم عبد الرحمن بن عمر السمناني ،
وعلي بن محمد بن العلاف الحاجب ،
وعلي بن الحسين الربعي ،
وأبي الخطاب بن الجراح ، وقاضي
الموصل أبي نصر محمد بن علي بن ودعان صاحب تيك الأربعين المكذوبة ،
والمبارك بن عبد الجبار بن الطيوري ،
وجعفر بن أحمد السراج ،
والمعمر بن محمد الحبال ،
ومنصور بن بكر بن محمد بن حيد وأبي الفضل محمد بن محمد بن محمد بن الصباغ ،
وأبي طاهر محمد بن أحمد بن قيداس ،
وأبي البركات محمد بن المنذر بن طيبان وأبي البركات محمد بن عبد الله الوكيل ،
وأبي منصور الخياط ،
وأبي سعد محمد بن عبد الملك الأسدي .
وأبي ياسر محمد بن عبد العزيز الخياط ،
والشريف محمد بن عبد السلام الأنصاري ،
وأبي سعد محمد بن عبد الملك بن خشيش ،
وأبي غالب محمد بن الحسن الباقلاني ،
وعلي بن الخل البزاز ،
وأبي تراب عبد الخالق بن محمد بن خلف المؤدب ، صاحب
هبة [ ص: 12 ] الله اللالكائي وأحمد بن سوسن التمار ، والحافظ
أبي علي البرداني والحافظ شجاع بن فارس الذهلي ،
والحافظ مؤتمن بن أحمد الساجي ،
والمفيد أبي محمد ابن الآبنوسي ، والحافظ
nindex.php?page=showalam&ids=14751أبي عامر العبدري ، وخلق كثير عمل لهم المعجم في مجلد تام فيهم عدد من أصحاب
ابن غيلان والجوهري . ونزل إلى أصحاب
nindex.php?page=showalam&ids=12952أبي الحسين بن النقور .
وجالس في الفقه
إلكيا الهراسي ،
ويوسف بن علي الزنجاني ،
وأبا بكر الشاشي .
وأخذ الأدب عن
أبي زكريا يحيى بن علي التبريزي .
ولم يتفق له لقي
أبي حامد الغزالي فإنه كان قد فارق
بغداد وحج وقدم
الشام ثم ارتحل منها إلى
خراسان .
لم يسمع
ببغداد من النساء سوى ثماني شيخات ، وسافر منها بعد أربع سنين . وسمع
بالكوفة من
أبي البقاء الحبال وجماعة .
وحج فسمع
بمكة من
أبي شاكر العثماني صاحب
أبي ذر الحافظ ، ومن
الحسين بن علي الطبري الفقيه .
وبالمدينة من
أبي الفرج القزويني . ورد إلى
بغداد فأقام بها عامين مكبا على العلم والفضائل .
ثم ارتحل سنة خمسمائة فسمع من
محمد بن جعفر العسكري وطائفة
[ ص: 13 ] بالبصرة ، ومن
المفتي أبي بكر أحمد بن محمد بن زنجويه صاحب
nindex.php?page=showalam&ids=13254أبي علي بن شاذان بزنجان ومن
أبي غالب محمد بن أحمد العدل صاحب
ابن شبانة بهمذان ، ومن
أبي سعيد عبد الرحمن بن عبد العزيز الشافعي بأبهر ، ومن
أبي نعيم محمد بن علي بن زبزب بواسط ، ومن
أبي القاسم محمد بن سعادة الهلالي بسلماس ومن
محمد بن الحسن بن محمد بن إسحاق بن فدويه الكوفي بالحلة .
ومن
أبي سعد أحمد بن الخصيب الخانساري بجرباذقان ، ومن
أحمد بن إسحاق الأديب بساوة ، ومن
قاضي الدينور أبي طالب نصر بن الحسين بالدينور ، ومن
موحد بن محمد بن عبد الواحد القاضي بتستر ، ومن
أبي طاهر حمد بن محمد بن عمر الكوسج بالكرج ، ومن
راشد بن علي المقرئ بالأهواز ، ومن
أحمد بن عمر بن محمد بن ناتان بتفليس ، ومن
محمد بن أحمد بن مهدي السرنجي بنصيبين ، ومن
أبي طاهر أحمد بن علي بشابرخواست .
ومن
أبي نصر عبد الواحد بن محمد بالكنكور ومن
أبي الفتح أحمد بن محمد بن رشيد الأدمي بشهرستان ، ومن
أبي تمام محمد بن محمد بن بنبق بالنعمانية ، ومن
القاضي مسعود بن علي الملحي بأردبيل ، ومن
القاضي سالم بن محمد [ ص: 14 ] العمراني بآمد ، ومن
القاضي عبد الجبار بن سعد
بالأشتر .
ومن
أبي الفتح أحمد بن محمد بن حامد الحراني بماكسين ، ومن
القاضي عبد الكريم بن حمد الجرجاني بمأمونية زرند ، ومن
قاضي نهر الدير عبد الواحد بن أحمد بها ومن
ميمون بن عمر البابي الفقيه بباب الأبواب ، ومن
أبي صادق المديني بمصر ، ومن
القاضي أبي المحاسن الروياني بالري ، ومن
القاضي إسماعيل بن عبد الجبار الماكي بقزوين ، ومن
أبي علان سعد بن علي المضري بمراغة ، ومن
أبي عبد الله محمد بن أحمد الرازي بالإسكندرية ، ومن خلق كثير بها ، ومن
أبي طاهر محمد بن الحسين الحنائي بدمشق ، ومن
أبي منصور محمد بن عبد الواحد بن غزو بنهاوند .
وسمع
بأبهر من
أبي العلاء أحمد بن إسماعيل الطباخي بسماعه من جده لأمه
محمد بن عبد العزيز في سنة ثلاث وعشرين وأربعمائة .
وسمع
بصور من
أبي الفضل أحمد بن الحسين الكاملي المستملي عن
عمر بن أحمد الآمدي .
وسمع
بقزوين من
الخليل بن عبد الجبار التميمي راوي نسخة
فليح .
وسمع
بصريفين واسط من
رجب بن محمد الشروطي ،
وبميافارقين من مفتيها
شريف بن فياض ،
وبالرحبة من
أبي منصور ضبة بن أحمد [ ص: 15 ] القضاعي الشروطي ،
وبالدون من
عبد الرحمن بن حمد السفياني ،
وبالفرك من
بدر بن دلف الفركي ،
وبقرقيسيا علي بن إبراهيم الخطيبي ،
وبقرميسين علي بن منير الحراني ،
وبشروان علي بن أحمد بن علي المفضض ولينه ،
وبزرند عبد الرزاق بن حسن ،
وبأبهر أيضا من رئيسها
عبد الوارث بن محمد الأسدي بسماعه من أبيه في سنة تسع عشرة وأربعمائة ; أخبرنا
علي بن لؤلؤ الوراق ،
وبالفاروث من
عسكر بن حسن بن سنبر ،
وبمدينة القصر من
غالب بن علي ،
وبفيد من
فرج بن إبراهيم ،
وبعرابان كلاب بن حواري التنوخي عن رجل عن آخر عن
عبد الغافر الفارسي ،
وبداريا محمد بن علي بن حجيجة ،
وبعسكر مكرم المبارك بن محمد بن منصور الديباجي ،
وبحاني مباركة بنت أبي الحسن الحنبلية ،
وبثغر نشوى مفرج بن أبي عبد الله ،
وبالدونق نصر بن منصور [ ص: 16 ] الدونقي وبالزز من
مانكيل بن محمد ،
وبتدمر أبياتا من
وهيب التميمي ،
وبسراي دار مملكة أزبك خان ، من
عبد الله بن علي السفني .
وسمع
بماردين ،
وسهرورد ،
ودبيل ،
وجويث وخلاط ،
وقهج ، وغير ذلك ، وأفرد من ذلك الأربعين البلدية .
وأملى مجالس
بسلماس وهو شاب ، وانتخب على غير واحد عن المشايخ ، كتب العالي والنازل ، ونسخ من الأجزاء ما لا يحصى كثرة ، فكان ينسخ الجزء الضخم في ليلة . وخطه متقن سريع لكنه معلق مغلق .
وبقي في الرحلة ثمانية عشر عاما ، يكتب الحديث والفقه والأدب والشعر .
وقدم
دمشق سنة تسع وخمسمائة ، فأقام بها سنتين يكتب العلم مقيما
بالخانقاه . وقد جمعوا له من جزازه وتعاليقه " معجم السفر " في مجلد كبير .
ثم استوطن ثغر
الإسكندرية بضعا وستين سنة وإلى أن مات ،
[ ص: 17 ] ينشر العلم ويحصل الكتب التي قل ما اجتمع لعالم مثلها في الدنيا .