صفحة جزء
[ ص: 139 ] ابن بشكوال

الإمام العالم الحافظ ، الناقد المجود ، محدث الأندلس أبو القاسم خلف بن عبد الملك بن مسعود بن موسى بن بشكوال بن يوسف بن داحة الأنصاري ، الأندلسي القرطبي ، صاحب تاريخ الأندلس .

ولد سنة أربع وتسعين وأربعمائة .

وسمع أباه وأبا محمد عبد الرحمن بن محمد بن عتاب فأكثر عنه ، وهو أعلى شيخ له وأبا بحر سفيان بن العاص ، وأبا الوليد بن رشد الكبير ، وأبا الوليد بن طريف ، وأبا القاسم بن بقي ، وأبا الحسن شريح بن محمد ، والقاضي أبا بكر بن العربي ، وأبا جعفر أحمد بن عبد الرحمن البطروجي ، وخلقا كثيرا .

وأجاز له أبو علي بن سكرة الصدفي ، وأبو القاسم بن منظور ، وطائفة . ومن بغداد هبة الله بن أحمد الشبلي . ولو استجيز له في صغره من بغداد لأدرك الحسين بن علي البسري ، وأبا بكر أحمد بن علي الطريثيثي ، [ ص: 140 ] وجعفر بن أحمد السراج ، والرواية رزق مقسوم . وقد صنف معجما لنفسه .

قال أبو عبد الله الأبار كان متسع الرواية ، شديد العناية بها ، عارفا بوجوهها ، حجة ، مقدما على أهل وقته ، حافظا ، حافلا ، أخباريا ، تاريخيا ، ذاكرا لأخبار الأندلس . سمع العالي والنازل ، وأسند عن مشايخه أزيد من أربعمائة كتاب ، من بين كبير وصغير . رحل الناس إليه ، وأخذوا عنه ، وحدثنا عنه جماعة ، ووصفوه بصلاح الدخلة ، وسلامة الباطن ، وصحة التواضع ، وصدق الصبر للطلبة ، وطول الاحتمال ، وألف خمسين تأليفا في أنواع العلم . وولي بإشبيلية قضاء بعض جهاتها نيابة عن ابن العربي . وعقد الشروط ، ثم اقتصر على إسماع العلم ، وعلى هذه الصناعة ، وهي كانت بضاعته ، والرواة عنه لا يحصون ; منهم : أبو بكر بن خير ، وأبو القاسم القنطري ، وأبو بكر بن سمجون ، وأبو الحسن بن الضحاك ، وكلهم مات قبله .

قلت : ومن الرواة عنه : أبو القاسم أحمد بن محمد بن أحمد بن رشد ، وأحمد بن عبد المجيد المالقي ، وأحمد بن محمد بن الأصلع ، وأبو القاسم أحمد بن يزيد بن بقي ، وأحمد بن عياش المرسي ، وأحمد بن أبي حجة القيسي ، وثابت بن محمد الكلاعي ، ومحمد بن إبراهيم بن صلتان ، [ ص: 141 ] ومحمد بن عبد الله ابن الصفار ، وموسى بن عبد الرحمن الغرناطي ، وأبو الخطاب بن دحية ، وأخوه أبو عمرو اللغوي ، وعدد كثير .

وممن روى عنه بالإجازة : أبو الفضل جعفر بن علي الهمداني ، وأبو القاسم سبط السلفي . ولم يخرج من الأندلس .

ومن تصانيفه كتاب " صلة تاريخ أبي الوليد بن الفرضي " في مجلدتين ، وكتاب " غوامض الأسماء المبهمة " في مجلد ينبئ عن إمامته ، وكتاب " معرفة العلماء الأفاضل " مجلدان ، " طرق حديث المغفر " ثلاثة أجزاء ، كتاب " الحكايات المستغربة " مجلد ، كتاب " القربة إلى الله بالصلاة على نبيه " ، كتاب " المستغيثين بالله " ، كتاب " ذكر من روى الموطأ عن مالك " جزآن ، كتاب " أخبار الأعمش " ثلاثة أجزاء ، " ترجمة النسائي " جزء ، " ترجمة المحاسبي " جزء ، " ترجمة إسماعيل القاضي " جزء ، " أخبار ابن وهب " جزء ، " أخبار أبي المطرف القنازعي " جزء ، " قضاة قرطبة " مجلد ، " المسلسلات " جزء ، " حديث من كذب علي " جزء ، " أخبار ابن المبارك " جزآن ، " أخبار ابن عيينة " جزء ضخم .

وقد ذكره الحافظ أبو جعفر بن الزبير ، فاستوفى ترجمته ، فمن ذلك قال : كان -رحمه الله- يؤثر الخمول والقنوع بالدون من العيش ، لم يتدنس بخطة تحط من قدره ، حتى يجد أحد إلى الكلام فيه من سبيل ، إلى أن [ ص: 142 ] قال : وآخر من روى عنه بالسماع شيخنا أبو الحسين بن السراج ، وبالإجازة المجردة أبو القاسم أحمد بن محمد البلوي .

قلت : وقع له حديث سباعي الإسناد عن ابن عتاب ، عن حكم بن محمد ، عن شيخ ، عن أبي خليفة الجمحي .

توفي إلى رحمة الله في ثامن شهر رمضان سنة ثمان وسبعين وخمسمائة وله أربع وثمانون سنة ، ودفن بمقبرة قرطبة بقرب قبر يحيى بن يحيى الليثي الفقيه .

وفي [ هذه ] السنة مات شيخ العراق الزاهد القدوة أحمد بن علي بن الرفاعي وقد قارب الثمانين ، ومسند وقته خطيب الموصل عبد الله بن أحمد الطوسي عن اثنتين وتسعين عاما ، وعالم دمشق الإمام قطب الدين مسعود بن محمد النيسابوري الشافعي ، والمسند أبو طالب الخضر بن هبة الله بن طاوس المقرئ .

أخبرنا إسحاق بن إبراهيم المقرئ ، أخبرنا عبد العظيم الحافظ أخبرنا محمد بن الحسن المالقي ، أخبرنا خلف بن عبد الملك ، أخبرنا عبد الرحمن بن محمد بن عتاب بقراءتي ، أخبرنا حاتم بن محمد ، أخبرنا أحمد بن فراس المكي ، حدثنا إبراهيم بن رحمون السنجاري ، أخبرنا محمد بن مسلمة ، أخبرنا موسى الطويل ، حدثنا مولاي أنس ، قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : طوبى لمن رآني ، ومن رأى من رآني ، ومن رأى من رأى من رآني .

[ ص: 143 ] وقع لنا حديث موسى الطويل بعلو درجتين في جزء طلحة الكتاني ، ولكن موسى غير ثقة ، عاش بعد المائتين ، وزعم أنه رأى أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها .

التالي السابق


الخدمات العلمية