[ ص: 258 ] الربيع بن خثيم ( خ ، م )
ابن عائذ ، الإمام القدوة العابد ، أبو يزيد الثوري الكوفي ، أحد الأعلام . أدرك زمان النبي -صلى الله عليه وسلم- وأرسل عنه .
وروى عن
nindex.php?page=showalam&ids=10عبد الله بن مسعود ،
nindex.php?page=showalam&ids=50وأبي أيوب الأنصاري ،
وعمرو بن ميمون وهو قليل الرواية ; إلا أنه كبير الشأن .
حدث عنه :
الشعبي ،
nindex.php?page=showalam&ids=12377وإبراهيم النخعي ،
وهلال بن يساف ،
ومنذر الثوري ،
وهبيرة بن خزيمة ، وآخرون . وكان يعد من عقلاء الرجال .
روي عن
nindex.php?page=showalam&ids=12077أبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود ، قال : كان
الربيع بن خثيم إذا دخل على
ابن مسعود لم يكن له إذن لأحد حتى يفرغ كل واحد من صاحبه ، فقال له
ابن مسعود : يا
أبا يزيد ، لو رآك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لأحبك ، وما رأيتك إلا ذكرت المخبتين .
فهذه منقبة عظيمة
للربيع ، أخبرني بها
إسحاق الأسدي ، أنبأنا
ابن خليل ، أنبأنا
أبو المكارم التيمي ، أنبأنا
أبو علي المقرئ ، أنبأنا
أبو نعيم ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني ، حدثنا
عبدان بن أحمد ، حدثنا
أزهر بن مروان ، حدثنا
عبد الواحد بن زياد ، حدثنا
عبد الله بن الربيع بن خثيم ، حدثنا
أبو عبيدة .
أبو الأحوص : عن
سعيد بن مسروق ، عن
منذر الثوري ، قال : كان
[ ص: 259 ] الربيع إذا أتاه الرجل يسأله قال : اتق الله فيما علمت ، وما استؤثر به عليك ، فكله إلى عالمه ، لأنا عليكم في العمد أخوف مني عليكم في الخطأ ، وما خيركم اليوم بخير ، ولكنه خير من آخر شر منه ، وما تتبعون الخير حق اتباعه ، وما تفرون من الشر حق فراره ، ولا كل ما أنزل الله على
محمد -صلى الله عليه وسلم- أدركتم ، ولا كل ما تقرءون تدرون ما هو ، ثم يقول : السرائر السرائر اللاتي يخفين من الناس وهن لله بواد التمسوا دواءهن ، وما دواؤهن إلا أن يتوب ثم لا يعود .
روى
منصور عن
إبراهيم ، قال : قال فلان : ما أرى
الربيع بن خثيم تكلم بكلام منذ عشرين سنة إلا بكلمة تصعد .
وعن بعضهم ، قال : صحبت
الربيع عشرين عاما ما سمعت منه كلمة تعاب .
وروى
الثوري عن رجل ، عن أبيه ، قال : جالست
الربيع بن خثيم سنين ، فما سألني عن شيء مما فيه الناس إلا أنه قال لي مرة : أمك حية؟ .
وروى
الثوري ، عن أبيه قال : كان
الربيع بن خثيم إذا قيل له : كيف أصبحتم؟ قال : ضعفاء مذنبين ، نأكل أرزاقنا ، وننتظر آجالنا .
وعنه قال : كل ما لا يراد به وجه الله يضمحل .
وروى
الأعمش عن
منذر الثوري ، أن
الربيع أخذ يطعم مصابا
[ ص: 260 ] خبيصا ، فقيل له : ما يدريه ما أكل ، قال : لكن الله يدري .
الثوري : عن سرية
للربيع ، أنه كان يدخل عليه الداخل وفي حجره المصحف فيغطيه .
وعن ابنة
للربيع ، قالت كنت أقول : يا أبتاه ، ألا تنام؟! فيقول : كيف ينام من يخاف البيات .
الثوري : عن
nindex.php?page=showalam&ids=11992أبي حيان ، عن أبيه ، قال : كان
الربيع بن خثيم يقاد إلى الصلاة وبه الفالج ، فقيل له : قد رخص لك . قال : إني أسمع : " حي على الصلاة " فإن استطعتم أن تأتوها ولو حبوا . وقيل : إنه قال : ما يسرني أن هذا الذي بي بأعتى الديلم على الله .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=16004سفيان الثوري : وقيل له : لو تداويت ، قال : ذكرت
عادا وثمودا وأصحاب الرس ، وقرونا بين ذلك كثيرا ، كانت فيهم أوجاع ، وكانت لهم أطباء ، فما بقي المداوي ولا المداوى إلا وقد فني .
قال
الشعبي : ما جلس
ربيع في مجلس منذ اتزر بإزار ، يقول : أخاف أن أرى أمرا ، أخاف أن لا أرد السلام ، أخاف أن لا أغمض بصري .
[ ص: 261 ] قال
نسير بن ذعلوق : ما تطوع
الربيع بن خثيم في مسجد الحي إلا مرة .
قال
الشعبي : حدثنا
الربيع وكان من معادن الصدق .
وعن
منذر ، أن
الربيع كان إذا أخذ عطاءه ، فرقه وترك قدر ما يكفيه .
وعن
ياسين الزيات قال : جاء
ابن الكواء إلى
الربيع بن خثيم ، فقال : دلني على من هو خير منك . قال : نعم ، من كان منطقه ذكرا ، وصمته تفكرا ومسيره تدبرا فهو خير مني .
وعن
الشعبي ، قال : كان
الربيع أورع أصحاب
عبد الله .
أخبرنا
أحمد بن أبي الخير في كتابه ، عن
أحمد بن محمد التيمي ، أنبأنا
أبو علي الحداد ، أنبأنا
nindex.php?page=showalam&ids=12181أبو نعيم الحافظ ، حدثنا
أبو بكر بن خلاد ، حدثنا
محمد بن غالب ، حدثنا
أبو حذيفة ، حدثنا
زائدة ، عن
منصور ، عن
هلال بن يساف ، عن
الربيع بن خثيم ، عن
عمرو بن ميمون ، عن
عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن امرأة من
الأنصار ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=50أبي أيوب الأنصاري قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- :
nindex.php?page=hadith&LINKID=880043أيعجز أحدكم أن يقرأ ليلة بثلث القرآن؟ فأشفقنا أن يأمرنا بأمر نعجز عنه ، قال : فسكتنا . قالها ثلاث مرات : أيعجز أحدكم أن يقرأ بثلث القرآن؟ فإنه من قرأ : الله الواحد الصمد ، فقد قرأ ليلتئذ ثلث القرآن .
[ ص: 262 ] ورواه
الشعبي عن
الربيع بن خثيم ، قد تجمع في إسناده خمسة تابعيون . أخرجه
الترمذي nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي من طريق زائدة ، وحسنه
الترمذي ، وقد رواه
غندر عن
شعبة ، عن
منصور ، عن
هلال ، عن
ربيع ، فقال : عن
عمرو ، عن امرأة من
الأنصار فحذف منه
nindex.php?page=showalam&ids=12526ابن أبي ليلى . ورواه
جرير عن
منصور ، فحذف منه
nindex.php?page=showalam&ids=12526ابن أبي ليلى والمرأة .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=16004سفيان الثوري : عن
العلاء بن المسيب ، عن
أبي يعلى الثوري ، قال : كان في
بني ثور ثلاثون رجلا ، ما منهم رجل دون
الربيع بن خثيم .
قال
ابن عيينة : سمعت
nindex.php?page=showalam&ids=16867مالكا يقول : قال
الشعبي : ما رأيت قوما قط أكثر علما ، ولا أعظم حلما ، ولا أكف عن الدنيا من أصحاب
عبد الله ، ولولا ما سبقهم به الصحابة ، ما قدمنا عليهم أحدا .
حماد بن زيد : عمن ذكره ، عن
ابن سيرين قال : ما رأيت قوما سود الرءوس أفقه من
أهل الكوفة من قوم فيهم جرة .
قيل : توفي
الربيع بن خثيم قبل سنة خمس وستين .