[ ص: 152 ] أبو موسى المديني
الإمام العلامة ، الحافظ الكبير ، الثقة ، شيخ المحدثين أبو موسى محمد بن أبي بكر عمر بن أبي عيسى أحمد بن عمر بن محمد بن أحمد بن أبي عيسى المديني الأصبهاني الشافعي صاحب التصانيف .
مولده في ذي القعدة سنة إحدى وخمسمائة .
ومولد أبيه المقرئ
أبي بكر في سنة خمس وستين وأربعمائة .
حرص عليه أبوه ، وسمعه حضورا ، ثم سماعا كثيرا من أصحاب
nindex.php?page=showalam&ids=12181أبي نعيم الحافظ ، وطبقتهم .
وعمل
أبو موسى لنفسه معجما روى فيه عن أكثر من ثلاثمائة شيخ .
روى عن :
أبي سعد محمد بن محمد بن المطرز حضورا
[ ص: 153 ] وإجازة وعن
أبي منصور محمد بن عبد الله بن مندويه ،
وغانم بن أبي نصر البرجي ،
وأبي علي الحداد فأكثر جدا ، والحافظ
هبة الله بن الحسن الأبرقوهي ، والحافظ
يحيى بن منده ، والحافظ
nindex.php?page=showalam&ids=16977محمد بن طاهر المقدسي ،
وأبي العباس أحمد بن الحسين بن أبي ذر ،
ومحمد بن إبراهيم الصالحاني وابن عمه
أبي بكر محمد بن علي بن أبي ذر خاتمة من روى عن
أبي طاهر بن عبد الرحيم ،
وأبي غالب أحمد بن العباس بن كوشيذ ،
وإبراهيم بن أبي الحسين بن أبرويه ، سبط
الصالحاني ,
وعبد الواحد بن محمد الصباغ الدشتج وأبي الفتح إسماعيل بن الفضل السراج ، والحافظ
أبي القاسم إسماعيل بن محمد بن أبي الفضل التيمي ، لازمه مدة ، وتخرج به ،
وأبي طاهر إسحاق بن أحمد الراشتيناني والواعظ
تميم بن علي القصار ، والرئيس
جعفر بن عبد الواحد الثقفي ،
وأبي محمد حمزة بن العباس العلوي ،
وأبي شكر حمد بن علي الحبال ،
وأبي الطيب حبيب بن أبي مسلم الطهراني ،
وأبي الفتح رجاء بن إبراهيم الخباز ،
وطلحة بن الحسين بن أبي ذر الصالحاني ،
وأبي القاسم طاهر بن أحمد البزار , والحافظ
أبي الخير عبد الله بن مرزوق الهروي ،
وأبي بكر عبد الجبار بن عبيد الله بن فورويه الدلال من أصحاب
أبي نعيم ،
وأبي [ ص: 154 ] نهشل عبد الصمد بن أحمد العنبري ،
ومحمود بن إسماعيل الصيرفي الأشقر ،
والهيثم بن محمد بن الهيثم الأشعري ،
وخجستة بنت علي بن أبي ذر الصالحانية ،
وأم الليث دعجاء بنت أبي سهل الفضل بن محمد ،
وفاطمة بنت عبد الله الجوزدانية .
وارتحل ، فسمع من
أبي القاسم بن الحصين وهبة الله بن أحمد بن الطبر ، وقاضي المارستان
أبي بكر ،
وأبي الحسن بن الزاغوني ،
وأبي العز بن كادش ، وخلق سواهم .
وصنف كتاب " الطوالات " في مجلدين ، يخضع له في جمعه ، وكتاب " ذيل معرفة الصحابة " جمع فأوعى ، وألف كتاب " القنوت " في مجلد ، وكتاب " تتمة الغريبين " يدل على براعته في اللغة ، وكتاب " اللطائف في رواية الكبار ونحوهم عن الصغار " ، وكتاب " عوالي " ينبئ بتقدمه في معرفة العالي والنازل ، وكتاب " تضييع العمر في اصطناع المعروف إلى اللئام " وأشياء كثيرة .
[ ص: 155 ] وحفظ " علوم الحديث "
nindex.php?page=showalam&ids=14070للحاكم ، وعرضه على
إسماعيل التيمي .
حدث عنه :
nindex.php?page=showalam&ids=14523أبو سعد السمعاني ،
وأبو بكر محمد بن موسى الحازمي ،
وأبو محمد عبد الغني بن عبد الواحد المقدسي ،
وأبو محمد عبد القادر بن عبد الله الرهاوي ،
ومحمد بن مكي الأصبهاني ،
وأبو نجيح محمد بن معاوية ،
والناصح عبد الرحمن بن الحنبلي . ولو سلمت
أصبهان من سيف التتار في سنة اثنتين وثلاثين وستمائة ، لعاش أصحاب
أبي موسى إلى حدود نيف وستين وستمائة .
وقد روى عنه بالإجازة
عبد الله بن بركات الخشوعي ، وطائفة . قال
ابن الدبيثي عاش
أبو موسى حتى صار أوحد وقته ، وشيخ زمانه إسنادا وحفظا .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14523أبو سعد السمعاني سمعت من
أبي موسى ، وكتب عني ، وهو ثقة صدوق .
وقال
عبد القادر الحافظ حصل
أبو موسى من المسموعات
بأصبهان ما لم يحصل لأحد في زمانه ، وانضم إلى ذلك الحفظ والإتقان ، وله التصانيف التي أربى فيها على المتقدمين ، مع الثقة ، والعفة ، كان له شيء يسير يتربح به ، وينفق منه ، ولا يقبل من أحد شيئا قط ، أوصى إليه غير
[ ص: 156 ] واحد بمال ، فيرده ، فكان يقال له : فرقه على من ترى ، فيمتنع ، وكان فيه من التواضع بحيث أنه يقرئ الصغير والكبير ، ويرشد المبتدئ ، رأيته يحفظ الصبيان القرآن في الألواح ، وكان يمنع من يمشي معه ، فعلت ذلك مرة ، فزجرني ، وترددت إليه نحوا من سنة ونصف ، فما رأيت منه ، ولا سمعت عنه سقطة تعاب عليه .
وكان
أبو مسعود كوتاه يقول :
أبو موسى كنز مخفي .
قال
الحسين بن يوحن الباوري : كنت في مدينة
الخان فسألني سائل عن رؤيا ، فقال : رأيت كأن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- توفي ، فقال : إن صدقت رؤياك ، يموت إمام لا نظير له في زمانه ; فإن مثل هذا المنام رئي حال وفاة
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي nindex.php?page=showalam&ids=16004والثوري nindex.php?page=showalam&ids=12251وأحمد بن حنبل ، قال : فما أمسينا حتى جاءنا الخبر بوفاة الحافظ
nindex.php?page=showalam&ids=12168أبي موسى المديني .
وعن
عبد الله بن محمد الخجندي ، قال : لما مات
أبو موسى ، لم يكادوا أن يفرغوا منه ، حتى جاء مطر عظيم في الحر الشديد ، وكان الماء قليلا
بأصبهان ، فما انفصل أحد عن المكان مع كثرة الخلق إلا قليلا ، وكان قد ذكر في آخر إملاء أملاه : أنه متى مات من له منزلة عند الله ، فإن الله يبعث سحابا يوم موته علامة للمغفرة له ، ولمن صلى عليه .
سمعت شيخنا العلامة
أبا العباس بن عبد الحليم يثني على حفظ
أبي موسى ويقدمه على
nindex.php?page=showalam&ids=13359الحافظ ابن عساكر باعتبار تصانيفه ونفعها .
[ ص: 157 ] وقال
محمد بن محمود الرويدشتي توفي
أبو موسى في تاسع جمادى الأولى سنة إحدى وثمانين وخمسمائة .
قلت : كان حافظ المشرق في زمانه .
وفيها مات حافظ
المغرب أبو محمد عبد الحق بن عبد الرحمن الأزدي مصنف " الأحكام " ، وعالم
الأندلس الحافظ
أبو زيد عبد الرحمن بن عبد الله بن أحمد بن إصبغ الخثعمي السهيلي المالقي الضرير صاحب " الروض الأنف " ، ومسند الوقت
أبو الفتح عبيد الله بن عبد الله بن شاتيل الدباس
ببغداد ، وحافظ
أصبهان الإمام
أبو سعد محمد بن عبد الواحد الصائغ ، ومسند
دمشق أبو محمد عبد الرزاق بن نصر النجار ،
وأبو المجد الفضل بن الحسن البانياسي ، وشيخ
حران الزاهد الشيخ
حياة بن قيس الأنصاري ، وشيخ
الإسكندرية الفقيه
أبو الطاهر إسماعيل بن عوف الزهري عن ست وتسعين سنة ، ومحدث
مكة أبو حفص عمر بن عبد المجيد الميانشي .
أخبرنا
أبو عبد الله محمد بن علي بن فضل الحنبلي بقراءتي ، أخبرنا
عبد الرحمن بن نجم الواعظ ، أخبرنا
محمد بن أبي بكر المديني الحافظ ، أخبرنا
أبو علي الحداد ، أخبرنا
أبو نعيم الحافظ ، حدثنا
أبو إسحاق بن حمزة ، حدثنا
عبدان وبه إلى
أبي نعيم ، وحدثنا
الحسين بن محمد بن رزين الخياط ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=13809محمد بن محمد بن سليمان ، قالا : حدثنا
هشام بن عمار ، حدثنا
صدقة بن خالد ، حدثنا
عبد الرحمن بن جابر ، حدثنا
عطية بن قيس ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16345عبد الرحمن بن غنم الأشعري ، قال : أخبرني
أبو عامر أو
أبو [ ص: 158 ] مالك الأشعري والله ما كذبني ، أنه سمع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول :
nindex.php?page=hadith&LINKID=881653ليكونن في أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف ، ولينزلن أقوام إلى جنب علم تروح عليهم سارحة ، فيأتيهم رجل لحاجة ، فيقولون له : ارجع إلينا غدا ، فيبيتهم الله -تعالى- ويضع العلم عليهم ، ويمسخ آخرون قردة وخنازير .
رواه
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري عن
هشام تعليقا ، فقال : وقال
هشام . وأخرجه
أبو داود من طريق
بشر بن بكر التنيسي ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16351عبد الرحمن بن يزيد بن جابر بنحوه .
المعازف : اسم لكل آلات الملاهي التي يعزف بها ، كالزمر ، والطنبور ، والشبابة ، والصنوج .
أخبرنا
محمد بن أبي العز بطرابلس ، أخبرنا
عبد الرحمن بن نجم الواعظ سنة ثمان وعشرين وستمائة ، أخبرنا
محمد بن أبي بكر الحافظ بأصبهان ، أخبرنا
محمد بن عبد الواحد القاضي ، أخبرنا
أحمد بن عبد الله ، حدثنا
أحمد بن يوسف العطار ، حدثنا
الحارث بن محمد التميمي ، حدثنا
عبد الله بن بكر ، حدثنا
حميد عن
أنس قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=881654رجع رسول -صلى الله عليه وسلم- من غزوة تبوك ، فلما دنوا من المدينة قال : إن بالمدينة لأقواما ما قطعتم من واد ، ولا سرتم من مسير إلا كانوا معكم فيه ، قالوا : يا رسول الله وهم بالمدينة؟ قال : نعم ، خلفهم العذر .
[ ص: 159 ] قال
ابن النجار انتشر علم
أبي موسى في الآفاق ، ونفع الله به المسلمين ، واجتمع له ما لم يجتمع لغيره من الحفظ والعلم والثقة والإتقان والصلاح وحسن الطريقة وصحة النقل . قرأ القرآن بالروايات ، وتفقه
nindex.php?page=showalam&ids=13790للشافعي ، ومهر في النحو واللغة ، وكتب الكثير . رحل إلى
بغداد ، وحج سنة أربع وعشرين وسنة اثنتين وأربعين .
قال
إسماعيل التيمي لطالب : الزم
الحافظ أبا موسي ; فإنه شاب متقن .
وقال
محمد بن محمود الرويدشتي : صنف الأئمة في مناقب شيخنا
أبي موسى تصانيف كثيرة .