الضياء المقدسي
محمد بن عبد الواحد بن أحمد بن عبد الرحمن بن إسماعيل بن منصور ، الشيخ الإمام الحافظ القدوة المحقق المجود الحجة بقية السلف ضياء الدين أبو عبد الله السعدي المقدسي الجماعيلي ثم الدمشقي الصالحي الحنبلي صاحب التصانيف والرحلة الواسعة .
ولد سنة تسع وستين وخمسمائة
بالدير المبارك بقاسيون .
[ ص: 127 ] وأجاز له
nindex.php?page=showalam&ids=14508الحافظ السلفي ، وشهدة الكاتبة ،
وعبد الحق اليوسفي ، وخلق كثير .
وسمع في سنة ست وسبعين وبعدها من
أبي المعالي بن صابر ،
والخضر بن طاوس ،
والفضل بن البانياسي ،
وعمر بن حمويه ،
ويحيى الثقفي ،
وأحمد بن علي بن حمزة بن الموازيني ،
ومحمد بن حمزة بن أبي الصقر ،
وابن صدقة الحراني ،
وعبد الرحمن بن علي الخرقي ،
وإسماعيل الجنزوي ،
وبركات الخشوعي ، وخلق كثير ،
بدمشق ،
وأبي القاسم البوصيري ،
وإسماعيل بن ياسين ، وعدة
بمصر ،
وأبي جعفر الصيدلاني ،
والقاسم بن أبي المطهر الصيدلاني ،
وعفيفة الفارفانية ،
وخلف بن أحمد الفراء ،
وأسعد بن سعيد بن روح ،
وزاهر بن أحمد الثقفي ،
والمؤيد بن الإخوة ، وخلق
بأصبهان ،
والمؤيد الطوسي ،
وزينب الشعرية ، وعدة
بنيسابور ،
وأبي روح عبد المعز بن محمد ، وطائفة ،
بهراة ،
وأبي المظفر بن السمعاني ، وجماعة ،
بمرو ، والافتخار
الهاشمي بحلب ،
وعبد القادر الرهاوي وغيره
بحران ،
وعلي بن هبل بالموصل ،
وبهمذان ، وغير ذلك .
وبقي في الرحلة المشرقية مدة سنين .
نعم ; وسمع
ببغداد من
المبارك بن المعطوش ،
وأبي الفرج بن الجوزي ،
وابن أبي المجد الحربي ،
وأبي أحمد بن سكينة ،
والحسين بن أبي حنيفة ،
والحسن بن أشنانة الفرغاني وخلق كثير
ببغداد ، وتخرج
بالحافظ عبد الغني ، وبرع في هذا الشأن ، وكتب عن أقرانه ، ومن هو دونه ،
كخطيب مردا ،
والزين بن عبد الدائم ، وحصل الأصول الكثيرة ، وجرح وعدل ، وصحح وعلل ، وقيد وأهمل ، مع الديانة والأمانة ، والتقوى
[ ص: 128 ] والصيانة ، والورع والتواضع والصدق والإخلاص وصحة النقل .
ومن تصانيفه المشهورة كتاب " فضائل الأعمال " مجلد ، كتاب " الأحكام " ولم يتم في ثلاث مجلدات ، " الأحاديث المختارة " وعمل نصفها في ست مجلدات ، " الموافقات " في نحو من ستين جزءا ، " مناقب المحدثين " ثلاثة أجزاء " ، فضائل
الشام " جزآن ، " صفة الجنة " ثلاثة أجزاء ، " صفة النار " جزآن ، " سيرة المقادسة " مجلد كبير " فضائل القرآن " جزء ، " ذكر الحوض " جزء " النهي عن سب الأصحاب " جزء ، " سيرة شيخيه
الحافظ عبد الغني والشيخ الموفق " أربعة أجزاء . " قتال
الترك " جزء ، " فضل العلم " جزء .
ولم يزل ملازما للعلم والرواية والتأليف إلى أن مات ، وتصانيفه نافعة مهذبة . أنشأ مدرسة إلى جانب
الجامع المظفري ، وكان يبني فيها بيده ، ويتقنع باليسير ، ويجتهد في فعل الخير ، ونشر السنة ، وفيه تعبد وانجماع عن الناس ، وكان كثير البر والمواساة ، دائم التهجد ، أمارا بالمعروف ، بهي المنظر ، مليح الشيبة ، محببا إلى الموافق والمخالف ، مشتغلا بنفسه رضي الله عنه .
قال
عمر بن الحاجب فيما قرأت بخطه : سألت
زكي الدين البرزالي عن شيخنا
الضياء ، فقال : حافظ ، ثقة ، جبل ، دين ، خير .
وقرأت بخط
إسماعيل المؤدب أنه سمع
الشيخ عز الدين عبد الرحمن بن العز يقول : ما جاء بعد
nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني مثل شيخنا
الضياء ، أو كما قال .
وقال
الحافظ شرف الدين يوسف بن بدر : رحم الله شيخنا
ابن عبد الواحد ، كان عظيم الشأن في الحفظ ومعرفة الرجال ، هو كان المشار إليه
[ ص: 129 ] في علم صحيح الحديث وسقيمه ما رأت عيني مثله .
وقال
عمر بن الحاجب : شيخنا
الضياء شيخ وقته ونسيج وحده علما وحفظا وثقة ودينا من العلماء الربانيين ، وهو أكبر من أن يدل عليه مثلي .
قلت : روى عنه خلق كثير ، منهم :
ابن نقطة ،
وابن النجار ،
وسيف الدين بن المجد ،
وابن الأزهر الصريفيني ،
وزكي الدين البرزالي ،
ومجد الدين بن الحلوانية ،
وشرف الدين بن النابلسي ، وابنا أخويه
الشيخ فخر الدين علي بن البخاري والشيخ شمس الدين محمد بن الكمال عبد الرحيم ،
والحافظ أبو العباس بن الظاهري ،
وأبو عبد الله محمد بن حازم ،
والعز بن الفراء ،
وأبو جعفر بن الموازيني ،
ونجم الدين موسى الشقراوي ،
والقاضي تقي الدين سليمان بن حمزة ، وأخواه محمد وداود ،
وإسماعيل بن إبراهيم بن الخباز ،
وعثمان بن إبراهيم الحمصي ،
وسالم بن أبي الهيجاء القاضي ،
ومحمد بن خطيب بيت الأبار ،
وأبو علي بن الخلال ،
وعلي بن بقاء الملقن ، وأبو
حفص عمر بن جعوان ،
وعيسى بن معالي السمسار ،
وعيسى بن أبي محمد العطار ،
وعبد الله بن أبي الطاهر المقدسي ،
وزينب بنت عبد الله بن الرضي ، وعدة .
قال
الحافظ محب الدين بن النجار في تاريخه : كتب
أبو عبد الله بخطه ، وحصل الأصول ، وسمعنا منه وبقراءته كثيرا ، ثم إنه سافر إلى
أصبهان فسمع بها من
أبي جعفر الصيدلاني ومن جماعة من أصحاب
فاطمة الجوزدانية .
إلى أن قال : وأقام
بهراة ومرو مدة ، وكتب الكتب الكبار بخطه ، وحصل النسخ ببعضها بهمة عالية ، وجد واجتهاد وتحقيق وإتقان ، كتبت عنه
ببغداد ونيسابور ودمشق ، وهو حافظ متقن ثبت صدوق نبيل حجة عالم
[ ص: 130 ] بالحديث وأحوال الرجال ، له مجموعات وتخريجات ، وهو ورع تقي زاهد عابد محتاط في أكل الحلال ، مجاهد في سبيل الله ولعمري ما رأت عيناي مثله في نزاهته وعفته وحسن طريقته في طلب العلم .
ثم قال : أخبرني
أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد ، أخبرنا
أبو جعفر الصيدلاني ، أخبرنا
أبو علي الحداد - يعني حضورا - أخبرنا
nindex.php?page=showalam&ids=12181أبو نعيم الحافظ ، حدثنا
ابن خلاد ، حدثنا
الحارث بن محمد ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17376يزيد بن هارون ، حدثنا
حميد الطويل ، عن
أنس :
nindex.php?page=hadith&LINKID=881682أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سقط عن فرسه فجحش شقه أو فخذه وآلى من نسائه شهرا ، فجلس في مشربة له درجها من جذوع فأتاه أصحابه يعودونه فصلى بهم جالسا وهم قيام ، فلما سلم قال : إنما جعل الإمام ليؤتم به ، فإذا كبر فكبروا ، وإذا ركع فاركعوا وإذا سجد فاسجدوا ، وإذا صلى قائما فصلوا قياما ، وإن صلى قاعدا فصلوا قعودا ونزل التسع وعشرين ، قالوا : يا رسول الله إنك آليت شهرا قال : إن الشهر تسع وعشرون .
أخبرني بهذا
القاضي تقي الدين سليمان بن حمزة قال : أخبرنا شيخنا
الحافظ ضياء الدين محمد ، فذكره .