[ ص: 102 ] فأول من آمن به
خديجة رضي الله عنها
قال
عز الدين أبو الحسن ابن الأثير :
خديجة أول خلق الله أسلم بإجماع المسلمين ، لم يقدمها رجل ولا امرأة .
وقال
الزهري ، وقتادة ، nindex.php?page=showalam&ids=17177وموسى بن عقبة ، nindex.php?page=showalam&ids=12563وابن إسحاق ، nindex.php?page=showalam&ids=15472والواقدي ، وسعيد بن يحيى الأموي ، وغيرهم :
أول من آمن بالله ورسوله : خديجة ، وأبو بكر ، وعلي .
وقال
حسان بن ثابت وجماعة :
أبو بكر أول من أسلم .
وقال غير واحد : بل
علي .
وعن
ابن عباس : فيهما قولان ، لكن أسلم
علي وله عشر سنين أو نحوها على الصحيح ، وقيل : وله ثمان سنين ، وقيل : تسع ، وقيل : اثنتا عشرة ، وقيل : خمس عشرة ، وهو قول شاذ ، فإن ابنه
محمدا ، وأبا جعفر الباقر ، وأبا إسحاق السبيعي وغيرهم ، قالوا : توفي وله ثلاث وستون سنة . فهذا يقضي بأنه أسلم وله عشر سنين ، حتى إن
سفيان بن عيينة روى عن
جعفر الصادق ، عن أبيه ، قال : قتل
علي وله ثمان وخمسون سنة .
وقال
ابن إسحاق : أول ذكر آمن بالله
علي رضي الله عنه ، وهو ابن عشر سنين ، ثم أسلم
زيد مولى النبي صلى الله عليه وسلم ، ثم أسلم
أبو بكر .
وقال
الزهري : كانت
خديجة أول من آمن بالله ، وقبل الرسول
[ ص: 103 ] رسالة ربه وانصرف إلى بيته ، وجعل لا يمر على شجرة ولا صخرة إلا سلمت عليه ، فلما دخل على
خديجة قال : أرأيتك الذي كنت أحدثك أني رأيته في المنام ، فإنه
جبريل استعلن لي ، أرسله إلي ربي ، وأخبرها بالوحي . فقالت : أبشر ، فوالله لا يفعل الله بك إلا خيرا ، فاقبل الذي جاءك من الله فإنه حق ، ثم انطلقت إلى
عداس غلام عتبة بن ربيعة ، وكان نصرانيا من
أهل نينوى فقالت : أذكرك الله إلا ما أخبرتني ، هل عندك علم من
جبريل ؟ فقال
عداس : قدوس قدوس . قالت : أخبرني بعلمك فيه . قال : فإنه أمين الله بينه وبين النبيين ، وهو صاحب
موسى ، وعيسى عليهما السلام . فرجعت من عنده إلى
ورقة . فذكر الحديث .
وقد رواه
ابن لهيعة ، عن
أبي الأسود ، عن
عروة بن الزبير بنحو منه ، وزاد : ففتح
جبريل عينا من ماء فتوضأ ،
ومحمد صلى الله عليه وسلم ينظر إليه ، فوضأ وجهه ويديه إلى المرفقين ، ومسح رأسه ورجليه إلى الكعبين ، ثم نضح فرجه ، وسجد سجدتين مواجه البيت ، ففعل النبي كما رأى
جبريل يفعل .