[ ص: 137 ] إسلام حمزة رضي الله عنه
وقال
ابن إسحاق : حدثني رجل من
أسلم ، كان واعية ، أن
أبا جهل مر برسول الله صلى الله عليه وسلم عند
الصفا ، فآذاه وشتمه ، فلم يكلمه النبي صلى الله عليه وسلم ، ومولاة
لعبد الله بن جدعان ، تسمع ، ثم انصرف عنه ، فعمد إلى نادي
قريش عند
الكعبة ، فجلس معهم ، فلم يلبث
حمزة بن عبد المطلب أن أقبل متوشحا قوسه ، راجعا من قنص له ، وكان صاحب قنص ، وكان إذا رجع من قنصه بدأ بالطواف
بالكعبة ، وكان أعز فتى في
قريش ، وأشده شكيمة ، فلما مر بالمولاة قالت له : يا
أبا عمارة ما لقي ابن أخيك آنفا من
أبي الحكم ، وجده ههنا جالسا فآذاه وسبه وبلغ منه ، ولم يكلمه
محمد . فاحتمل
حمزة الغضب ، لما أراد الله به من كرامته ، فخرج يسعى مغذا
لأبي جهل ، فلما رآه جالسا في القوم أقبل نحوه ، حتى إذا قام على رأسه رفع القوس ، فضربه بها ، فشجه شجة منكرة ، ثم قال : أتشتمه ! فأنا على دينه أقول ما يقول ، فرد علي ذلك إن استطعت ، فقامت رجال من
بني مخزوم إلى
حمزة لينصروا
أبا جهل ، فقال
أبو جهل : دعوا
أبا عمارة فوالله لقد سببت ابن أخيه سبا قبيحا . وتم
حمزة على إسلامه ، فلما أسلم ، عرفت
قريش أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد عز وامتنع ، وأن
حمزة رضي الله عنه سيمنعه ، فكفوا بعض الشيء .