[ ص: 172 ] باب : ويسألونك عن الروح
قال
يحيى بن أبي زائدة ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=15854داود بن أبي هند ، عن
عكرمة ، عن
ابن عباس ، قال : قالت
قريش لليهود : أعطونا شيئا نسأل عنه هذا الرجل . فقالوا : سلوه عن الروح ، فنزلت :
( ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا ( 85 ) ) [ الإسراء ] ، قالوا : نحن لم نؤت من العلم إلا قليلا ؟ وقد أوتينا التوراة فيها حكم الله ، ومن أوتي التوراة فقد أوتي خيرا كثيرا . قال : فنزلت : (
قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي ( 109 ) ) [ الكهف ] الآية . وهذا إسناد صحيح .
وقال
يونس ، عن
ابن إسحاق ، قال : حدثني رجل من
أهل مكة ، عن
سعيد بن جبير ، عن
ابن عباس أن مشركي قريش ، بعثوا النضر بن الحارث ، وعقبة بن أبي معيط إلى أحبار اليهود بالمدينة ، وقالوا لهم : سلوهم عن محمد ، وصفوا لهم صفته ، وأخبروهم بقوله ، فإنهم أهل الكتاب الأول ، وعندهم علم ما ليس عندنا . فقدما المدينة ، فسألوا أحبار اليهود عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ووصفوا لهم أمره ببعض قوله ، فقالت لهم أحبار اليهود : سلوه عن ثلاث نأمركم بهن ، فإن أخبركم بهن فهو نبي مرسل . سلوه عن فتية ذهبوا في الدهر الأول ، ما كان من أمرهم ، فإنه كان لهم حديث عجب . وسلوه عن رجل طواف بلغ مشارق الأرض ومغاربها وما كان نبؤه . وسلوه عن الروح ما هو . فقدما مكة ، فقالا : يا [ ص: 173 ] معشر قريش قد جئناكم بفصل ما بينكم وبين محمد ، قد أمرنا أحبار يهود أن نسأله عن أمور ، فجاءوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا : يا محمد أخبرنا ، وسألوه ، فقال : " أخبركم غدا " ، ولم يستثن ، فانصرفوا عنه ، فمكث خمس عشرة ليلة لا يحدث الله إليه في ذلك وحيا ، ولم يأته جبريل ، حتى أرجف أهل مكة ، وقالوا : وعدنا غدا واليوم خمس عشر . وأحزن رسول الله صلى الله عليه وسلم مكث الوحي ، ثم جاءه جبريل بسورة أصحاب الكهف فيها معاتبته إياه على حزنه ، وخبر الفتية والرجل الطواف ، وقال : (
ويسئلونك عن الروح قل الروح من أمر ربي ( 85 ) ) [ الإسراء ] .
وأما حديث
ابن مسعود ، فيدل على أن سؤال اليهود عن الروح كان
بالمدينة . ولعله صلى الله عليه وسلم سئل مرتين .
وقال
جرير بن عبد الحميد ، عن
الأعمش ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11937جعفر بن إياس ، عن
سعيد بن جبير ، عن
ابن عباس ، قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=881821سأل أهل مكة رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يجعل لهم الصفا ذهبا ، وأن ينحي عنهم الجبال فيزرعوا فيها . فقال الله : إن شئت آتيناهم ما سألوا ، فإن كفروا أهلكوا كما أهلك من كان قبلهم ، وإن شئت أن أستأني بهم . لعلنا نستحيي منهم ، وأنزل الله : ( وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون ( 59 ) ) [ الإسراء ] . حديث صحيح . ورواه
سلمة بن كهيل ، عن
عمران ، عن
ابن عباس ، وروي عن
أيوب ، عن
سعيد بن جبير .