[ ص: 290 ] قصة بناء المسجد
قال
أبو التياح ، عن
أنس :
nindex.php?page=hadith&LINKID=881928فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ملأ بني النجار فجاؤوا ، فقال : يا بني النجار ، ثامنوني بحائطكم هذا . قالوا : لا والله ، لا نطلب ثمنه إلا إلى الله . فكان فيه ما أقول لكم : كان فيه قبور المشركين ، وكان فيه خرب ونخل . فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقبور المشركين فنبشت ، وبالخرب فسويت ، وبالنخل فقطع . فصفوا النخل قبلة ، وجعلوا عضادتيه حجارة ، وجعلوا ينقلون الصخر ، وهم يرتجزون ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم معهم ، ويقولون :
اللهم لا خير إلا خير الآخره فانصر الأنصار والمهاجره
متفق عليه . وفي رواية : فاغفر
للأنصار .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=17177موسى بن عقبة ، عن
ابن شهاب ، في قصة بناء المسجد : فطفق هو وأصحابه ينقلون اللبن ، ويقول . وهو ينقل اللبن معهم :
هذا الحمال ، لا حمال خيبر هذا أبر - ربنا - وأطهر
ويقول :
اللهم لا خير إلا خير الآخره فارحم الأنصار والمهاجره
قال
ابن شهاب : فتمثل رسول الله صلى الله عليه وسلم بشعر رجل من المسلمين لم يسم في الحديث . ولم يبلغني في الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تمثل ببيت شعر غير هذه الأبيات .
[ ص: 291 ] ذكره
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في صحيحه .
وقال
صالح بن كيسان : حدثنا
نافع أن
عبد الله أخبره أن المسجد كان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم مبنيا باللبن ، وسقفه الجريد ، وعمده خشب النخل . فلم يزد فيه
أبو بكر شيئا . وزاد فيه
عمر ، وبناه على بنيانه في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم باللبن والجريد ، وأعاد عمده خشبا . وغيره
عثمان ، فزاد فيه زيادة كبيرة ، وبنى جداره بالحجارة المنقوشة والقصة ، وجعل عمده من حجارة منقوشة ، وسقفه بالساج . أخرجه
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري .
وقال
حماد بن سلمة ، عن
أبي سنان ، عن
يعلى بن شداد ، عن
عبادة ، أن الأنصار جمعوا مالا ، فأتوا به النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا : ابن بهذا المسجد وزينه ، إلى متى نصلي تحت هذا الجريد ؟ فقال : ما بي رغبة عن أخي موسى ، عريش كعريش موسى .
وروي عن
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن البصري في قوله : " كعريش
موسى " ، قال : إذا رفع يده بلغ العريش ، يعني السقف .
وقال
عبد الله بن بدر ، عن
قيس بن طلق بن علي ، عن أبيه قال : بنيت مع النبي صلى الله عليه وسلم مسجد
المدينة ، فكان يقول : "
قربوا اليمامي من الطين ، فإنه من أحسنكم به بناء .
وقال
أبو سعيد الخدري : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
nindex.php?page=hadith&LINKID=881931 " المسجد الذي أسس على التقوى مسجدي هذا . أخرجه
مسلم بأطول منه .
[ ص: 292 ] وقال صلى الله عليه وسلم : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=881932صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه من المساجد إلا مسجد الكعبة " . صحيح .
nindex.php?page=hadith&LINKID=881933وقال أبو سعيد : كنا نحمل لبنة لبنة ، وعمار يحمل لبنتين لبنتين ، يعني في بناء المسجد ، فرآه النبي صلى الله عليه وسلم ، فجعل ينفض عنه التراب ويقول : " ويح عمار ، تقتله الفئة الباغية ، يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار " أخرجه
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري دون قوله : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=879716تقتله الفئة الباغية " ، وهي زيادة ثابتة الإسناد .
ونافق طائفة من
الأوس والخزرج ، فأظهروا الإسلام مداراة لقومهم . فممن ذكر منهم : من
أهل قباء :
nindex.php?page=showalam&ids=14058الحارث بن سويد بن الصامت ، وكان أخوه
خلاد رجلا صالحا ، وأخوه
الجلاس ، دون
خلاد في الصلاح .
ومن المنافقين :
نبتل بن الحارث ، وبجاد بن عثمان ، وأبو حبيبة بن الأزعر أحد من بنى مسجد الضرار ،
وجارية بن عامر ، وابناه :
زيد ومجمع وقيل : لم يصح عن
مجمع النفاق ، وإنما ذكر فيهم لأن قومه جعلوه إمام مسجد الضرار
وعباد بن حنيف ، وأخواه
سهل وعثمان من فضلاء الصحابة .
[ ص: 293 ] ومنهم :
بشر ، ورافع ، ابنا
زيد ، ومربع ، وأوس ، ابنا
قيظي .
وحاطب بن أمية ، ورافع بن وديعة ، وزيد بن عمرو ، وعمرو بن قيس ، ثلاثتهم من
بني النجار ، والجد بن قيس الخزرجي ، من
بني جشم ، وعبد الله بن أبي بن سلول ، من
بني عوف بن الخزرج ، وكان رئيس القوم .
وممن أظهر الإيمان من
اليهود ونافق بعد :
سعد بن حنيف ، وزيد بن اللصيت ، ورافع بن حرملة ، ورفاعة بن زيد بن التابوت ، وكنانة بن صوريا .
ومات فيها :
البراء بن معرور السلمي أحد نقباء
العقبة رضي الله عنه ، وهو أول من بايع النبي صلى الله عليه وسلم ليلة
العقبة ، وكان كبير الشأن .
وتلاحق
المهاجرون الذين تأخروا
بمكة بالنبي صلى الله عليه وسلم ، فلم يبق إلا محبوس أو مفتون ، ولم يبق دار من دور
الأنصار إلا أسلم أهلها ، إلا أوس الله ، وهم حي من
الأوس ، فإنهم أقاموا على شركهم .
ومات فيها :
الوليد بن المغيرة المخزومي والد خالد ، والعاص بن وائل السهمي والد عمرو بمكة على الكفر .
وكذلك :
أبو أحيحة سعيد بن العاص الأموي توفي بماله
بالطائف .
وفيها : أري الأذان
nindex.php?page=showalam&ids=113عبد الله بن زيد ، nindex.php?page=showalam&ids=2وعمر بن الخطاب ، فشرع الأذان على ما رأيا .
وفي شهر رمضان
عقد النبي صلى الله عليه وسلم لواء nindex.php?page=showalam&ids=135لحمزة بن عبد المطلب يعترض عيرا لقريش . وهو أول لواء عقد في الإسلام .
وفيها :
بعث النبي صلى الله عليه وسلم حارثة وأبا رافع إلى مكة لينقلا بناته nindex.php?page=showalam&ids=93وسودة أم المؤمنين .
وفي ذي القعدة عقد لواء
nindex.php?page=showalam&ids=37لسعد بن أبي وقاص ، ليغير على حي من
[ ص: 294 ] بني كنانة أو
بني جهينة . ذكره
الواقدي .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12458عبد الرحمن بن أبي الزناد ، عن
محمد بن إسحاق ، عن
يزيد بن رومان ، عن
عروة قال :
قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة ، فكان أول راية عقدها راية عبيدة بن الحارث .
وفيها :
آخى النبي صلى الله عليه وسلم بين المهاجرين والأنصار ، على المواساة والحق .
وقد روى
nindex.php?page=showalam&ids=14724أبو داود الطيالسي ، عن
سليمان بن معاذ ، عن
سماك ، عن
عكرمة ، عن
ابن عباس قال :
آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين المهاجرين والأنصار ، وورث بعضهم من بعض ، حتى نزلت : (
وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض ( 75 ) ) [ الأنفال ] .
والسبب في قلة من توفي في هذا العام ، وما بعده من السنين ، أن المسلمين كانوا قليلين بالنسبة إلى من بعدهم ، فإن الإسلام لم يكن إلا ببعض
الحجاز ، أو من هاجر إلى
الحبشة . وفي خلافة
عمر رضي الله عنه بل وقبلها انتشر الإسلام في الأقاليم ، فبهذا يظهر لك سبب قلة من توفي في صدر الإسلام ، وسبب كثرة من توفي في زمان التابعين فمن بعدهم .
وكان في هذا القرب
أبو قيس بن الأسلت بن جشم بن وائل الأوسي الشاعر ، وكان يعدل
بقيس بن الخطيم في الشجاعة والشعر ، وكان يحض
الأوس على الإسلام ، وكان قبل الهجرة يتأله ويدعي الحنيفية ، ويحض
قريشا على الإسلام ، فقال قصيدته المشهورة التي أولها :
أيا راكبا إما عرضت فبلغن مغلغلة عني لؤي بن غالب
[ ص: 295 ] أقيموا لنا دينا حنيفا ، فأنتمو لنا قادة ، قد يقتدى بالذوائب
روى
الواقدي عن رجاله قالوا : خرج
ابن الأسلت إلى
الشام ، فتعرض
آل جفنة فوصلوه ، وسأل الرهبان فدعوه إلى دينهم فلم يرده ، فقال له راهب : أنت تريد دين الحنيفية ، وهذا وراءك من حيث خرجت . ثم إنه قدم
مكة معتمرا ، فلقي
زيد بن عمرو بن نفيل ، فقص عليه أمره ، فكان
أبو قيس بعد يقول : ليس أحد على دين
إبراهيم إلا أنا
وزيد . فلما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم
المدينة ، وقد أسلمت
الخزرج والأوس ، إلا ما كان من أوس الله فإنها وقفت مع
ابن الأسلت ، وكان فارسها وخطيبها ، وشهد يوم بعاث ، فقيل له : يا
أبا قيس ، هذا صاحبك الذي كنت تصف . قال : رجل قد بعث بالحق . ثم جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فعرض عليه شرائع الإسلام ، فقال : ما أحسن هذا وأجمله ، أنظر في أمري . وكاد أن يسلم ، فلقيه
عبد الله بن أبي ، فأخبره بشأنه فقال : كرهت والله حرب
الخزرج . فغضب وقال : والله لا أسلم سنة . فمات قبل السنة .
فروى
الواقدي عن
ابن حبيبة ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=15855داود بن الحصين ، عن أشياخه أنهم كانوا يقولون : لقد سمع يوحد عند الموت ، والله أعلم .