وقال ورقاء ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد في قوله : ( اعترفوا بذنوبهم ( 102 ) ) قال : هو أبو لبابة ، إذ قال لقريظة ما قال ، وأشار إلى حلقه بأن محمدا يذبحكم إن نزلتم على حكمه . وزعم محمد بن إسحاق أن ارتباطه كان حينئذ . ولعله ارتبط مرتين .
وقال عبد الله بن صالح . حدثني معاوية بن صالح ، عن علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس : ( وآخرون اعترفوا بذنوبهم ( 102 ) ) قال : كانوا عشرة رهط تخلفوا عن النبي صلى الله عليه وسلم ، في غزوة تبوك . فلما حضر رجوع رسول الله صلى الله عليه وسلم أوثق سبعة منهم أنفسهم بسواري المسجد ، وكان ممر النبي صلى الله عليه وسلم عليهم . فلما رآهم قال : من هؤلاء ؟ قالوا : هذا أبو لبابة وأصحاب له تخلفوا عنك يا رسول الله حتى تطلقهم وتعذرهم . قال : " وأنا أقسم بالله لا أطلقهم ولا أعذرهم ، حتى يكون الله هو الذي يطلقهم ، رغبوا عني وتخلفوا عن الغزو مع المسلمين " فلما بلغهم ذلك قالوا : ونحن لا نطلق أنفسنا حتى يكون الله هو الذي يطلقنا . فأنزلت : ( وآخرون اعترفوا بذنوبهم خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا عسى الله أن يتوب عليهم ( 102 ) ) [ ص: 252 ] [ التوبة ] و " عسى " من الله واجب .
فلما نزلت ، أرسل إليهم فأطلقهم وعذرهم . ونزلت ; إذ بذلوا أموالهم : ( خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها ( 103 ) ) [ التوبة ] وروى نحوه عطية العوفي ، عن ابن عباس .
قال كعب : وكنا خلفنا - أيها الثلاثة - عن أمر أولئك الذين قبل منهم رسول الله صلى الله عليه وسلم حين حلفوا له ، وأرجأ أمرنا حتى قضى الله فيها . فبذلك قال تعالى : ( وعلى الثلاثة الذين خلفوا ( 118 ) ) [ التوبة ] وليس الذي ذكر الله تخلفنا عن الغزو ، وإنما هو تخليفه إيانا وإرجاؤه أمرنا عمن تخلف واعتذر ، فقبل منه رسول الله صلى الله عليه وسلم . متفق عليه .