ثم قدم وفد طيء ، على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وفيهم زيد الخيل سيدهم ، فأسلموا ، وسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم زيد الخير ، وقطع له فيد وأرضين ، وخرج راجعا إلى قومه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن ينج زيد من حمى المدينة " فإنه يقال قد سماها رسول الله صلى الله عليه وسلم باسم غير الحمى ، فلم نثبته . فلما انتهى من بلد نجد إلى ماء من مياهه ، يقال له قردة ، أصابته [ ص: 279 ] الحمى فمات بها . قال : فعمدت امرأته إلى ما معه من كتب فحرقتها .
قال عدي : فأتيته ، فإذا عنده امرأة وصبيان ; أو صبي ، فذكر قربهم من النبي صلى الله عليه وسلم . قال : فعرفت أنه ليس ملك كسرى ولا قيصر ، فأسلمت . فرأيت وجهه قد استبشر ، وقال : " إن المغضوب عليهم اليهود ، والضالين النصارى " وذكر باقي الحديث .