[ ص: 354 ] باب في
النسخ والمحو من الصدور
وقال
أبو حرب بن أبي الأسود ، عن أبيه ، عن
أبي موسى قال : كنا نقرأ سورة نشبهها في الطول والشدة ببراءة ، فأنسيتها ، غير أني حفظت منها : لو كان لابن
آدم واديان من مال لابتغى واديا ثالثا ، ولا يملأ جوف ابن
آدم إلا التراب . وكنا نقرأ سورة نشبهها بإحدى المسبحات فأنسيتها ، غير أني حفظت منها : يا أيها الذين آمنوا لا تقولوا ما لا تفعلون ، فتكتب شهادة في أعناقكم ، فتسألون عنها يوم القيامة . أخرجه
مسلم .
وقال
شعيب بن أبي حمزة وغيره ، عن
الزهري : أخبرني
أبو أمامة بن سهل ،
أن رهطا من الأنصار ، من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبروه ، أن رجلا قام في جوف الليل يريد أن يفتتح سورة كان قد وعاها ، فلم يقدر منها على شيء إلا : بسم الله الرحمن الرحيم ، فأتى باب رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أصبح ليسأله عن ذلك ، ثم جاء آخر حتى اجتمعوا ، فسأل بعضهم بعضا ما جمعهم ؟ فأخبر بعضهم بعضا بشأن تلك السورة ، ثم أذن لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبروه خبرهم ، وسألوه عن السورة ، فسكت ساعة لا يرجع إليهم شيئا ، ثم قال : " نسخت البارحة " ، فنسخت من صدورهم ، ومن كل شيء كانت فيه . رواه
عقيل ، عن
ابن شهاب قال فيه :
nindex.php?page=showalam&ids=15990وابن المسيب جالس لا ينكر ذلك .
نسخ هذه السورة ومحوها من صدورهم من براهين النبوة ، والحديث صحيح .