[ ص: 606 ] محمد بن سيرين
الإمام ، شيخ الإسلام ، أبو بكر الأنصاري ، الأنسي البصري ، مولى
أنس بن مالك ، خادم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وكان أبوه من سبي
جرجرايا تملكه
أنس ، ثم كاتبه على ألوف من المال ، فوفاه وعجل له مال الكتابة قبل حلوله ، فتمنع
أنس من أخذه لما رأى
سيرين قد كثر ماله من التجارة ، وأمل أن يرثه ، فحاكمه إلى
عمر - رضي الله عنه - فألزمه تعجيل المؤجل .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=12336أنس بن سيرين : ولد أخي
محمد لسنتين بقيتا من خلافة
عمر وولدت بعده بسنة قابلة .
سمع
nindex.php?page=showalam&ids=3أبا هريرة ،
nindex.php?page=showalam&ids=40وعمران بن حصين ،
nindex.php?page=showalam&ids=11وابن عباس ،
nindex.php?page=showalam&ids=76وعدي بن حاتم ،
nindex.php?page=showalam&ids=12وابن عمر ،
nindex.php?page=showalam&ids=16536وعبيدة السلماني ،
وشريحا القاضي ،
nindex.php?page=showalam&ids=9وأنس بن مالك ، وخلقا سواهم .
روى عنه :
قتادة ،
وأيوب ،
nindex.php?page=showalam&ids=17419ويونس بن عبيد ،
nindex.php?page=showalam&ids=16453وابن عون ،
وخالد [ ص: 607 ] الحذاء ،
nindex.php?page=showalam&ids=17240وهشام بن حسان ،
وعوف الأعرابي ،
nindex.php?page=showalam&ids=16823وقرة بن خالد ،
nindex.php?page=showalam&ids=17162ومهدي بن ميمون ،
nindex.php?page=showalam&ids=15627وجرير بن حازم ،
وأبو هلال محمد بن سليم ،
ويزيد بن إبراهيم التستري ،
وعقبة بن عبد الله الأصم ،
وسعيد بن أبي عروبة ،
وأبو بكر سلمى الهذلي ،
وحيان بن حصين ،
وشبيب بن شيبة ، وسليمان بن المغيرة ،
nindex.php?page=showalam&ids=15834وخليد بن دعلج .
قال
خالد بن خداش : حدثنا
حماد ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=12336أنس بن سيرين : ولد أخي
محمد لسنتين بقيتا من خلافة
عمر .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم : هكذا وجدت في كتابي :
عمر ، وقال غيره :
عثمان .
قلت : الثاني أشبه ، ولو كان أولاهما الأول لكان
ابن سيرين في سن
الحسن ، ومعلوم أن
محمدا كان أصغر بسنوات ، لكن يشهد للأول قول عارم ، عن
حماد بن زيد : عاش
ابن سيرين نيفا وثمانين سنة . ويشهد للثاني قول
ميسرة ، عن
معلى بن هلال حدثنا
يونس بن عبيد قال : مات
nindex.php?page=showalam&ids=16972محمد بن سيرين وهو ابن ثمان وسبعين سنة .
حماد بن زيد ، عن
هشام ، عن
ابن سيرين ، قال : حج بنا
أبو الوليد فمر بنا على
المدينة ، فأدخلنا على
nindex.php?page=showalam&ids=47زيد بن ثابت ، ونحن سبعة ولد
سيرين ، فقال له : هؤلاء بنو
سيرين ، فقال
زيد : هذان لأم ، وهذان لأم ، وهذان لأم ، وهذا من أم . قال : فما أخطأ . وكان
يحيى أخا
محمد من أمه . وقيل : بل
معبد كان أخا
محمد لأمه .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=17240هشام بن حسان : أدرك
محمد ثلاثين صحابيا .
عمر بن شبة : حدثنا
يوسف بن عطية : رأيت
ابن سيرين قصيرا عظيم
[ ص: 608 ] البطن ، له وفرة ، يفرق شعره ، كثير المزاح والضحك ، يخضب بالحناء .
قال
ابن عون : كان
محمد يأتي بالحديث على حروفه ، وكان
الحسن صاحب معنى .
عون بن عمارة : حدثنا
هشام ، حدثني أصدق من أدركت ،
nindex.php?page=showalam&ids=16972محمد بن سيرين .
قال
حبيب بن الشهيد : كنت عند
nindex.php?page=showalam&ids=16666عمرو بن دينار فقال : والله ما رأيت مثل
طاوس ، فقال
أيوب السختياني وكان جالسا : والله لو رأى
nindex.php?page=showalam&ids=16972محمد بن سيرين لم يقله .
معاذ بن معاذ : سمعت
ابن عون يقول : ما رأيت مثل
nindex.php?page=showalam&ids=16972محمد بن سيرين .
وعن
خليف بن عقبة ، قال : كان
ابن سيرين نسيج وحده .
وقال
حماد بن زيد ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16542عثمان البتي ، قال : لم يكن
بالبصرة أحد أعلم بالقضاء من
ابن سيرين .
وعن
شعيب بن الحبحاب ، قال : كان
الشعبي يقول لنا : عليكم بذلك الأصم - يعني
ابن سيرين .
وقال
ابن يونس : كان
ابن سيرين أفطن من
الحسن في أشياء .
[ ص: 609 ] وقال
عوف الأعرابي : كان
ابن سيرين حسن العلم بالفرائض والقضاء والحساب .
حماد بن زيد ، عن
عاصم ، سمعت
مورقا العجلي يقول : ما رأيت أحدا أفقه في ورعه ، ولا أورع في فقهه من
nindex.php?page=showalam&ids=16972محمد بن سيرين . وقال
عاصم : وذكر
محمد عند
أبي قلابة ، فقال : اصرفوه كيف شئتم ، فلتجدنه أشدكم ورعا ، وأملككم لنفسه .
حماد : حدثنا
أيوب ، عن
أبي قلابة قال : ومن يستطيع ما يطيق ! ؟
محمد يركب مثل حد السنان .
النضر بن شميل ، عن
ابن عون قال : ثلاثة لم تر عيناي مثلهم :
ابن سيرين بالعراق ،
nindex.php?page=showalam&ids=14946والقاسم بن محمد بالحجاز ،
nindex.php?page=showalam&ids=15889ورجاء بن حيوة بالشام ، كأنهم التقوا فتواصوا .
وقد وقف على
ابن سيرين دين كثير من أجل زيت كثير أراقه ؛ لكونه وجد في بعض الظروف فأرة .
حماد بن سلمة ، عن
ثابت ، قال لي
محمد : يا
أبا محمد ، لم يكن يمنعني من مجالستكم إلا مخافة الشهرة ، فلم يزل بي البلاء حتى قمت على المصطبة . فقيل : هذا
ابن سيرين ، أكل أموال الناس ، وكان عليه دين كثير .
[ ص: 610 ] وقال
أبو عوانة : رأيت
nindex.php?page=showalam&ids=16972محمد بن سيرين في السوق ، فما رآه أحد إلا ذكر الله .
محمد بن عمر الباهلي : سمعت
سفيان يقول : لم يكن كوفي ولا بصري له مثل ورع
nindex.php?page=showalam&ids=16972محمد بن سيرين .
وعن
زهير الأقطع : كان
nindex.php?page=showalam&ids=16972محمد بن سيرين إذا ذكر الموت ، مات كل عضو منه على حدة . .
وقال
ابن عون : كان
محمد يرى أن أهل الأهواء أسرع الناس ردة ، وأن هذه نزلت فيهم :
وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره .
وما رأيت أحدا أسخى نفسا من
ابن عون .
مسلم بن إبراهيم ، عن
قرة ، قال : أكلت عند
ابن سيرين فقال : إن الطعام أهون من أن يقسم عليه .
وعن
ثابت البناني ، قال : كان
الحسن متواريا من
الحجاج ، فماتت بنت له ، فبادرت إليه رجاء أن يقول لي صل عليها ، فبكى حتى ارتفع نحيبه ، ثم قال لي : اذهب إلى
nindex.php?page=showalam&ids=16972محمد بن سيرين ، فقل له ليصل عليها . فعرف حين جاء الحقائق أنه لا يعدل
بابن سيرين أحدا .
الأنصاري : حدثنا
ابن عون ، قال : كان
إبراهيم بن الحسن ،
[ ص: 611 ] nindex.php?page=showalam&ids=14577والشعبي يأتون بالحديث على المعاني ، وكان
القاسم nindex.php?page=showalam&ids=16972وابن سيرين nindex.php?page=showalam&ids=15889ورجاء بن حيوة ، يقيدون الحديث على حروفه .
خارجة بن مصعب ، عن
ابن عون ، عن
محمد ، قال : ما رأيت سود الرءوس أفقه من أهل
الكوفة إلا أن فيهم حدة .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=16935محمد بن جرير الطبري : كان
ابن سيرين فقيها ، عالما ، ورعا أديبا ، كثير الحديث ، صدوقا ، شهد له أهل العلم والفضل بذلك ، وهو حجة .
حماد بن زيد ، عن
أيوب ، قال
محمد : إن هذا العلم دين ، فانظروا عمن تأخذون دينكم .
الفضل بن محمد الشعراني : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16715عمرو بن عون ، حدثنا
هشيم ، حدثنا
منصور بن زاذان ، عن
ابن سيرين ، قال : نزل بنا
أبو قتادة ، فبينا هو على سطح لنا - قال : ونحن عشرة من ولد
سيرين - فانقض كوكب من السماء ، فأتبعناه أبصارنا ، فنهانا
أبو قتادة عن ذلك .
وعن
شعيب بن الحبحاب ، قلت
لابن سيرين : ما ترى في السماع من أهل الأهواء ؟ قال : لا نسمع منهم ولا كرامة .
nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم : حدثني
عمر بن جعفر البصري ، حدثنا
الحسن بن صالح الأهوازي بالبصرة ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=14555سليمان الشاذكوني ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=13382ابن علية ، عن
ابن عون ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16972محمد بن سيرين ، أنه كان يحدثه الرجل فلا يقبل عليه ، ويقول : ما أتهمك ، ولا الذي يحدثك ، ولكن من بينكما أتهمه .
قال
سليمان : إنما يقع الكذب بالذي وضع الحديث على رسول الله صلى الله عليه وسلم .
[ ص: 612 ] وقال
قرة بن خالد : سمعت
محمدا يقول : ذهب العلم وبقيت منه شذرات في أوعية شتى .
خالد بن خداش : حدثنا
مهدي بن ميمون ، قال : رأيت
nindex.php?page=showalam&ids=16972محمد بن سيرين يحدث بأحاديث الناس ، وينشد الشعر ، ويضحك حتى يميل ، فإذا جاء بالحديث من المسند ، كلح وتقبض .
أشهل بن حاتم ، عن
ابن عون ، عن
محمد ، قال : قال
عمر nindex.php?page=showalam&ids=10لابن مسعود ، أو
لأبي مسعود : إنك تفتي الناس ولست بأمير ، ول حارها من تولى قارها .
قال : وقال
حذيفة : إنما يفتي الناس أحد ثلاثة : من يعلم ما نسخ من القرآن ، قالوا : ومن يعلم ما نسخ من القرآن ؟ قال :
عمر ، أو أمير لا يجد بدا ، أو أحمق متكلف . ثم قال
ابن سيرين ، ولست بواحد من هذين ، ولا أحب أن أكون الثالث .
يزيد بن طهمان ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16972محمد بن سيرين ، قال : كان
معاوية لا يتهم في الحديث عن النبى صلى الله عليه وسلم .
قال
الحارث بن أبي أسامة : حدثني
محمد بن سعد ، قال : سألت
محمد بن عبد الله الأنصاري ، عن سبب الدين الذي ركب
nindex.php?page=showalam&ids=16972محمد بن سيرين حتى حبس به ؟ فقال : كان باع من
أم محمد بنت عبد الله بن عثمان بن أبي العاص جارية ، فرجعت إلى
محمد فشكت أنها تعذبها ،
[ ص: 613 ] فأخذها
محمد وكان قد أنفق ثمنها ، فهي التي حبسته ، وهي التي تزوجها
سلم بن زياد ، وأخرجها إلى
خراسان ، وكان أبوها يلقب
كركرة .
وقال
المدائني كان سبب حبسه أنه أخذ زيتا بأربعين ألف درهم ، فوجد في زق منه فأرة ، فظن أنها وقعت في المعصرة ، وصب الزيت كله . وكان يقول : إني ابتليت بذنب أذنبته منذ ثلاثين سنة . قال : فكانوا يظنون أنه عير رجلا بفقر .
إسماعيل بن زكريا ، عن
عاصم الأحول ، عن
ابن سيرين قال : لقد أتى على الناس زمان وما يسأل عن إسناد الحديث ، فلما وقعت الفتنة سئل عن إسناد الحديث ، فنظر من كان من أهل البدع ، ترك حديثه .
قال
أشعث : كان
ابن سيرين إذا سئل عن الحلال والحرام تغير لونه حتى تقول : كأنه ليس بالذي كان .
وقال
يونس : كان
ابن سيرين صاحب ضحك ومزاح .
هشيم ، عن
منصور : كان
محمد يضحك حتى تدمع عيناه ، وكان
الحسن يحدثنا ويبكي .
[ ص: 614 ] سليمان بن حرب : حدثنا
عمارة بن مهران قال : كنا في جنازة
nindex.php?page=showalam&ids=15732حفصة بنت سيرين ، فوضعت الجنازة ودخل
nindex.php?page=showalam&ids=16972محمد بن سيرين صهريجا يتوضأ ، فقال
الحسن : أين هو ؟ قالوا : يتوضأ صبا صبا ، دلكا دلكا ، عذاب على نفسه وعلى أهله .
حماد ، عن
ابن عون : سمع
ابن سيرين ينهى عن الجدال ، إلا رجاء إن كلمته أن يرجع .
قال
محمد بن عمرو : سمعت
nindex.php?page=showalam&ids=16972محمد بن سيرين يقول : كاتب
أنس بن مالك أبي
أبا عمرة على أربعين ألف درهم . فأداها
nindex.php?page=showalam&ids=16972محمد بن سيرين .
قال
عبيد الله بن أبي بكر بن أنس : هذه مكاتبة
سيرين عندنا ، وكان قينا .
قال
ابن شبرمة : دخلت على
nindex.php?page=showalam&ids=16972محمد بن سيرين بواسط ، فلم أر أجبن من فتوى منه ، ولا أجرأ على رؤيا منه .
قال
يونس بن عبيد : لم يكن يعرض
لمحمد أمران في ذمته إلا أخذ بأوثقهما .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=15558بكر بن عبد الله المزني : من أراد أن ينظر إلى أورع من أدركنا ، فلينظر إلى
nindex.php?page=showalam&ids=16972محمد بن سيرين .
[ ص: 615 ] وقال
nindex.php?page=showalam&ids=17240هشام بن حسان : كان
محمد يتجر ، فإذا ارتاب في شيء تركه .
وقال
ابن عون : كان
محمد من أشد الناس إزراء على نفسه .
وقال
غالب القطان : خذوا بحلم
ابن سيرين ، ولا تأخذوا بغضب
الحسن .
حماد بن سلمة ، عن
أيوب ، قال : كان
محمد يصوم يوما ويفطر يوما .
وقال
ابن عون : كان
محمد يصوم عاشوراء يومين ثم يفطر بعد ذلك يومين .
قال
جرير بن حازم : كنت عند
محمد ، فذكر رجلا ، فقال : ذاك الأسود ، ثم قال : إنا لله ، إني اغتبته .
معاذ بن معاذ : عن
ابن عون ، أن
عمر بن عبد العزيز بعث إلى
الحسن فقبل ، وبعث إلى
ابن سيرين فلم يقبل .
ضمرة بن ربيعة ، عن
رجاء قال : كان
الحسن يجيء إلى السلطان ويعيبهم ، وكان
ابن سيرين لا يجيء إليهم ولا يعيبهم .
قال
هشام : ما رأيت أحدا عند السلطان أصلب من
ابن سيرين .
[ ص: 616 ] حماد بن زيد ، عن
أيوب : رأيت
الحسن في النوم مقيدا ، ورأيت
ابن سيرين في النوم مقيدا .
أبو شهاب الحناط ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=17240هشام بن حسان ، أن
ابن سيرين اشترى بيعا من
منونيا فأشرف فيه على ربح ثمانين ألفا ، فعرض في قلبه شيء فتركه ، قال
هشام : ما هو والله بربا .
محمد بن سعد : سألت
الأنصاري عن سبب الدين الذي ركب
nindex.php?page=showalam&ids=16972محمد بن سيرين حتى حبس ؟ قال : اشترى طعاما بأربعين ألفا ، فأخبر عن أصل الطعام بشيء ، فكرهه فتركه أو تصدق به ، فحبس على المال حبسته امرأة ، وكان الذي حبسه
مالك بن المنذر .
وقال
هشام : ترك
محمد أربعين ألفا في شيء ما يرون به اليوم بأسا .
وعنه ، قال : قلت مرة لرجل : يا مفلس ، فعوقبت . قال
أبو سليمان الداراني وبلغه هذا فقال : قلت ذنوب القوم فعرفوا من أين أتوا ، وكثرت ذنوبنا فلم ندر من أين نؤتى .
قريش بن أنس : حدثنا
عبد الحميد بن عبد الله بن مسلم بن يسار أن السجان قال
لابن سيرين : إذا كان الليل فاذهب إلى أهلك ،
[ ص: 617 ] فإذا أصبحت فتعال . قال : لا والله ، لا أكون لك عونا على خيانة السلطان .
قال
معمر : جاء رجل إلى
ابن سيرين فقال : رأيت كأن حمامة التقمت لؤلؤة ، فخرجت منها أعظم ما كانت ، ورأيت حمامة أخرى التقمت لؤلؤة فخرجت أصغر مما دخلت ، ورأيت أخرى التقمت لؤلؤة فخرجت كما دخلت . فقال
ابن سيرين : أما الأولى فذاك
الحسن ، يسمع الحديث فيجوده بمنطقه ، ويصل فيه من مواعظه . وأما التي صغرت فأنا ، أسمع الحديث فأسقط منه . وأما التي خرجت كما دخلت
فقتادة ، فهو أحفظ الناس .
ابن المبارك ، عن
عبد الله بن مسلم المروزي ، قال : كنت أجالس
ابن سيرين ، فتركته وجالست
الإباضية ، فرأيت كأني مع قوم يحملون جنازة النبي - صلى الله عليه وسلم - فأتيت
ابن سيرين فذكرته له ، فقال : ما لك جالست أقواما يريدون أن يدفنوا ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم .
وعن
nindex.php?page=showalam&ids=17240هشام بن حسان ، قالا : قص رجل على
ابن سيرين فقال : رأيت كأن بيدي قدحا من زجاج فيه ماء ، فانكسر القدح وبقي الماء . فقال له : اتق الله ; فإنك لم تر شيئا . فقال : سبحان الله . قال
ابن سيرين : فمن كذب فما علي ; ستلد امرأتك وتموت ، ويبقى ولدها . فلما خرج الرجل قال : والله ما رأيت شيئا . فما لبث أن ولد له وماتت امرأته .
قال : ودخل آخر فقال : رأيت كأني وجارية سوداء نأكل في قصعة
[ ص: 618 ] سمكة . قال : أتهيئ لي طعاما وتدعوني ؟ قال : نعم ، ففعل ، فلما وضعت المائدة ، إذا جارية سوداء ! فقال له
ابن سيرين : هل أصبت هذه ؟ قال : لا ، قال : فادخل بها المخدع ، فدخل ، وصاح : يا
أبا بكر ، رجل والله ، فقال : هذا الذي شاركك في أهلك .
أبو بكر بن عياش ، عن
مغيرة بن حفص ، قال : سئل
ابن سيرين ، فقال : رأيت كأن الجوزاء تقدمت الثريا ، قال : هذا
الحسن يموت قبلي ، ثم أتبعه ، وهو أرفع مني .
قد جاء عن
ابن سيرين في التعبير عجائب يطول الكتاب بذكرها ، وكان له في ذلك تأييد إلهي .
حماد بن زيد : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=12336أنس بن سيرين قال : كان
لمحمد سبعة أوراد ، فإذا فاته شيء من الليل قرأه بالنهار .
حماد ، عن
ابن عون ، أن
محمدا كان يغتسل كل يوم .
قلت : كان مشهورا بالوسواس . قال
مهدي بن ميمون : رأيته إذا توضأ فغسل رجليه بلغ عضلة ساقيه .
قال
قرة بن خالد : كان نقش خاتم
nindex.php?page=showalam&ids=16972محمد بن سيرين كنيته "
أبو بكر " ، ورأيته يتختم في الشمال .
[ ص: 619 ] قال
محمد بن عمرو : سمعت
ابن سيرين يقول : عققت عن نفسي بختية .
وقال
مهدي بن ميمون : رأيت
ابن سيرين يلبس طيلسانا ، ويلبس كساء أبيض في الشتاء ، وعمامة بيضاء وفروة .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16034سليمان بن المغيرة : رأيت
ابن سيرين يلبس الثياب الثمينة والطيالس والعمائم .
يحيى بن خليف : حدثنا
أبو خلدة قال : رأيت
ابن سيرين يتعمم بعمامة بيضاء لاطية ، قد أرخى ذوائبها من خلفه ، ورأيته يخضب بالصفرة .
قال
أبو الأشهب : رأيت عليه ثياب كتان . .
nindex.php?page=showalam&ids=17126معن بن عيسى : حدثنا
محمد بن عمرو : رأيت
ابن سيرين يخضب بحناء وكتم ، ورأيته لا يحفي شاربه .
قال
حميد الطويل : أمر
ابن سيرين سويدا أن يجعل له حلة حبرة يكفن فيها .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=17240هشام بن حسان : حدثتني
nindex.php?page=showalam&ids=15732حفصة بنت سيرين قالت : كانت والدة
محمد حجازية ، وكان يعجبها الصبغ ، وكان
محمد إذا اشترى لها ثوبا اشترى ألين ما يجد ، فإذا كان عيد ، صبغ لها ثيابا ، وما رأيته رافعا صوته عليها ، كان إذا كلمها كالمصغي إليها .
[ ص: 620 ] بكار بن محمد ، عن
ابن عون ، أن
محمدا كان إذا كان عند أمه لو رآه رجل لا يعرفه ; ظن أن به مرضا من خفض كلامه عندها .
أزهر ، عن
ابن عون ، قال : كانوا إذا ذكروا عند
محمد رجلا بسيئة ذكره هو بأحسن ما يعلم . وجاءه ناس فقالوا : إنا نلنا منك فاجعلنا في حل . قال : لا أحل لكم شيئا حرمه الله .
جعفر بن برقان ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=17188ميمون بن مهران ، قال : قدمت
الكوفة وأنا أريد أن أشتري البز ، فأتيت
ابن سيرين بالكوفة ، فساومته ، فجعل إذا باعني صنفا من أصناف البز ، قال : هل رضيت ؟ فأقول : نعم ، فيعيد ذلك علي ثلاث مرات ، ثم يدعو رجلين فيشهدهما ، وكان لا يشتري ولا يبيع بهذه الدراهم الحجاجية . فلما رأيت ورعه ، ما تركت شيئا من حاجتي أجده عنده إلا اشتريته ، حتى لفائف البز .
أبو كدينة ، عن
ابن عون ، قال : كان
ابن سيرين إذا وقع عنده درهم زيف ، أو ستوق لم يشتر به ، فمات يوم مات ، وعنده خمس مائة زيوفا . وستوقة .
عبد الوهاب بن عطاء ، أنبأنا
ابن عون ، قال : كانت وصية
nindex.php?page=showalam&ids=16972محمد بن سيرين : ذكر ما أوصى به
محمد بن أبي عمرة أهله وبنيه ، أن يتقوا الله ويصلحوا ذات بينهم ، وأن يطيعوا الله ورسوله إن كانوا مؤمنين ، وأوصاهم بما أوصى به
إبراهيم بنيه ويعقوب يا بني إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون .
[ ص: 621 ] وأوصاهم أن لا يدعوا أن يكونوا إخوان
الأنصار ومواليهم في الدين ; فإن العفاف والصدق خير وأبقى وأكرم من الزنا والكذب ، وأوصى فيما ترك : إن حدث بي حدث قبل أن أغير وصيتي . . فذكر الوصية .
محمد بن سعد : أنبأنا
بكار بن محمد السيريني ، حدثني أبي عن أبيه
عبد الله بن محمد بن سيرين قال : لما ضمنت على أبي دينه ، قال لي بالوفاء ؟ قلت : بالوفاء . فدعا لي بخير . فقضى
عبد الله عنه ثلاثين ألف درهم ، فما مات
عبد الله حتى قومنا ماله بثلاث مائة ألف درهم أو نحوها .
قال
أيوب السختياني : أنا زررت على
محمد القميص - يعني لما كفنه .
وروى
أيوب ، عن
محمد أنه كان يأمر أن يجعل لقميص الميت أزرار ويكفن .
قال غير واحد : مات
محمد بعد
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن البصري بمائة يوم ، سنة عشر ومائة .
خالد بن خداش : حدثنا
حماد بن زيد ، قال : مات
ابن سيرين لتسع مضين من شوال ، سنة عشر ومائة .
أبو صالح كاتب الليث : حدثني
يحيى بن أيوب أن رجلين تآخيا فتعاهدا : إن مات أحدهما قبل الآخر أن يخبره بما وجد ، فمات أحدهما ، فرآه
[ ص: 622 ] الآخر في النوم ، فسأله عن
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن البصري ؟ قال : ذاك ملك في الجنة لا يعصى ، قال :
فابن سيرين ؟ قال : ذاك فيما شاء واشتهى ، شتان ما بينهما ، قال : فبأي شيء أدرك
الحسن ؟ قال بشدة الخوف والحزن .
جماعة سمعوا
المحاربي : حدثنا
حجاج بن دينار ، قال : كان
الحكم بن جحل صديقا
لابن سيرين ، فحزن على
ابن سيرين حتى كان يعاد ، ثم قال : رأيته في المنام في حال كذا وكذا ، فسألته لما سرني : ما فعل
الحسن ؟ قال : رفع فوقي سبعين درجة ، قلت : بم ؟ فقد كنا نرى أنك فوقه ! قال : بطول الحزن .
وقد كان
الأوزاعي أشار عليه
nindex.php?page=showalam&ids=17298يحيى بن أبي كثير أن يرتحل إلى
البصرة للقي
nindex.php?page=showalam&ids=16972محمد بن سيرين ، فأتى ، فوجده في مرض الموت ، فعاده ولم يسمع منه ، رحمه الله تعالى . وبلغني أن اسم أمه
صفية ، مولاة لأبي بكر الصديق .