خالد بن الوليد ( خ ، م ، د ، س ، ق )
[ ص: 366 ]
ابن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم بن يقظة بن كعب .
سيف الله تعالى ، وفارس الإسلام ، وليث المشاهد ، السيد ، الإمام ، الأمير الكبير ، قائد المجاهدين ، أبو سليمان القرشي المخزومي المكي ، وابن أخت أم المؤمنين
nindex.php?page=showalam&ids=156ميمونة بنت الحارث .
هاجر مسلما في صفر سنة ثمان ، ثم سار غازيا ، فشهد غزوة
مؤتة ، واستشهد أمراء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الثلاثة : مولاه
زيد ، وابن عمه
جعفر ذو الجناحين ،
nindex.php?page=showalam&ids=82وابن رواحة ، وبقي الجيش بلا أمير ، فتأمر عليهم في الحال
خالد ، وأخذ الراية ، وحمل على العدو ، فكان النصر . وسماه النبي - صلى الله عليه وسلم - سيف الله ، فقال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=878915إن خالدا سيف سله الله على المشركين .
وشهد الفتح
وحنينا ، وتأمر في أيام النبي - صلى الله عليه وسلم - واحتبس أدراعه ولأمته في سبيل الله ، وحارب أهل الردة ،
ومسيلمة ، وغزا
العراق ، واستظهر ، ثم اخترق البرية السماوية بحيث إنه قطع المفازة من حد
العراق إلى أول
الشام في خمس ليال في عسكر معه ، وشهد حروب
الشام ، ولم يبق في جسده قيد شبر إلا وعليه
[ ص: 367 ] طابع الشهداء .
ومناقبه غزيرة ، أمره
الصديق على سائر أمراء الأجناد ، وحاصر
دمشق فافتتحها هو
وأبو عبيدة .
عاش ستين سنة وقتل جماعة من الأبطال ، ومات على فراشه ، فلا قرت أعين الجبناء .
توفي
بحمص سنة إحدى وعشرين ومشهده على باب حمص عليه جلالة .
[ ص: 368 ]
حدث عنه ابن خالته
nindex.php?page=showalam&ids=11عبد الله بن عباس ،
nindex.php?page=showalam&ids=16834وقيس بن أبي حازم ،
nindex.php?page=showalam&ids=241والمقدام بن معدي كرب ،
nindex.php?page=showalam&ids=15622وجبير بن نفير ،
nindex.php?page=showalam&ids=16115وشقيق بن سلمة ، وآخرون . له أحاديث قليلة .
مسلم : من طريق
ابن شهاب ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=131أبي أمامة بن سهل أن
ابن عباس أخبره
nindex.php?page=hadith&LINKID=878916أن خالد بن الوليد الذي كان يقال له : سيف الله أخبره أنه دخل على خالته ميمونة مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فوجد عندها ضبا محنوذا قدمت به أختها حفيدة بنت الحارث من نجد ، فقدمته لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فرفع يده ، فقال خالد : أحرام هو يا رسول الله ؟ قال : لا ، ولكنه لم يكن بأرض قومي فأجدني أعافه . فاجتررته فأكلته ، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - ينظر ولم ينه .
nindex.php?page=showalam&ids=17240هشام بن حسان : عن
حفصة بنت سيرين ، عن
أبي العالية :
nindex.php?page=hadith&LINKID=878917أن خالد بن الوليد قال : يا رسول الله ، إن كائدا من الجن يكيدني ، قال : قل : أعوذ بكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر من شر ما ذرأ في الأرض ، وما يخرج [ ص: 369 ] منها ، ومن شر ما يعرج في السماء وما ينزل منها ، ومن شر كل طارق إلا طارقا يطرق بخير يا رحمن . ففعلت ، فأذهبه الله عني .
وعن
حيان بن أبي جبلة ،
عن عمرو بن العاص ، قال : ما عدل بي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وبخالد أحدا في حربه منذ أسلمنا .
يونس بن أبي إسحاق ، عن
العيزار بن حريث أن
خالد بن الوليد أتى على اللات والعزى فقال :
يا عز كفرانك لا سبحانك إني رأيت الله قد أهانك
وروى
زكريا بن أبي زائدة ، عن
أبي إسحاق ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=12067أبي عبد الرحمن السلمي أن
خالدا قال مثله .
قال
قتادة : مشى
خالد إلى العزى ، فكسر أنفها بالفأس .
وروى
سفيان بن حسين ، عن
قتادة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - بعث خالدا إلى العزى ، وكانت لهوازن ، وسدنتها بنو سليم ، فقال : انطلق ، فإنه يخرج عليك امرأة [ ص: 370 ] شديدة السواد ، طويلة الشعر ، عظيمة الثديين ، قصيرة . فقالوا يحرضونها :
يا عز شدي شدة لا سواكها على خالد ألقي الخمار وشمري
فإنك إن لا تقتلي المرء خالدا تبوئي بذنب عاجل وتقصري
فشد عليها خالد ، فقتلها ، وقال : ذهبت العزى فلا عزى بعد اليوم .
الزهري : عن
عبد الرحمن بن أزهر :
nindex.php?page=hadith&LINKID=878920رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم حنين يتخلل الناس ، يسأل عن رحل خالد ، فدل عليه ، فنظر إلى جرحه ، وحسبت أنه نفث فيه .
وقال
ابن عمر :
nindex.php?page=hadith&LINKID=878921بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - خالدا إلى بني جذيمة ، فقتل وأسر ، فرفع النبي - صلى الله عليه وسلم - يديه وقال : اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد . مرتين .
الواقدي : عن رجل ، عن
إياس بن سلمة عن أبيه قال :
لما قدم خالد بعد صنيعه ببني جذيمة ، عاب عليه ابن عوف ما صنع ، وقال : أخذت بأمر الجاهلية ، قتلتهم بعمك الفاكه ، قاتلك الله .
[ ص: 371 ] قال : وأعابه عمر ، فقال خالد : أخذتهم بقتل أبيك ، فقال عبد الرحمن : كذبت ، لقد قتلت قاتل أبي بيدي ، ولو لم أقتله ، لكنت تقتل قوما مسلمين بأبي في الجاهلية ، قال : ومن أخبرك أنهم أسلموا ؟ فقال : أهل السرية كلهم . قال : جاءني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن أغير عليهم ، فأغرت ، قال : كذبت على رسول الله ، وأعرض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن خالد وغضب وقال : " يا خالد ، ذروا لي أصحابي متى ينكأ إلف المرء ينكأ المرء " .
الواقدي : حدثنا
يحيى بن عبد الله بن أبي قتادة ، عن أهله ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=60أبي قتادة قال : لما نادى
خالد في السحر : من كان معه أسير فليدافه ، أرسلت أسيري ، وقلت
لخالد : اتق الله ، فإنك ميت ، وإن هؤلاء قوم مسلمون . قال : إنه لا علم لك بهؤلاء .
إسناده فيه
الواقدي ،
ولخالد اجتهاده ، ولذلك ما طالبه النبي - صلى الله عليه وسلم - بدياتهم .
الواقدي : حدثنا
يوسف بن يعقوب بن عتبة ، عن
عثمان الأخنسي ، عن
عبد الملك بن أبي بكر ، قال :
بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - خالدا إلى الحارث بن كعب أميرا وداعيا ، وخرج مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في حجة الوداع ، فلما حلق رأسه ، أعطاه ناصيته ، فعملت في مقدمة قلنسوة خالد ، فكان لا يلقى عدوا إلا هزمه .
وأخبرني من غسله
بحمص ، ونظر إلى ما تحت ثيابه ، قال : ما فيه مصح ما بين ضربة بسيف ، أو طعنة برمح ، أو رمية بسهم .
[ ص: 372 ] nindex.php?page=showalam&ids=15500الوليد بن مسلم : حدثنا
وحشي بن حرب ، عن أبيه ، عن جده
وحشي :
nindex.php?page=hadith&LINKID=878924أن أبا بكر عقد لخالد على قتال أهل الردة وقال : إني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : خالد بن الوليد سيف من سيوف الله سله الله على الكفار والمنافقين .
رواه
أحمد في " مسنده " .
nindex.php?page=showalam&ids=17245هشام بن عروة : عن أبيه قال : كان في
بني سليم ردة ، فبعث
أبو بكر إليهم
خالد بن الوليد فجمع رجالا منهم في الحظائر ، ثم أحرقهم ، فقال
عمر لأبي بكر : أتدع رجلا يعذب بعذاب الله ؟ قال : والله لا أشيم سيفا سله الله على عدوه . ثم أمره ، فمضى إلى
مسيلمة .
ضمرة بن ربيعة : أخبرني
السيباني عن
أبي العجماء ، وإنما هو
أبو العجفاء السلمي ، قال :
قيل لعمر : لو عهدت يا أمير المؤمنين ، قال : لو أدركت أبا عبيدة ثم وليته ثم قدمت على ربي ، فقال لي : لم استخلفته ؟ لقلت : سمعت عبدك وخليلك يقول : لكل أمة أمين ، وإن أمين هذه الأمة أبو عبيدة . ولو أدركت خالد بن الوليد ثم وليته فقدمت على ربي لقلت : سمعت عبدك وخليلك يقول : خالد سيف من سيوف الله سله الله على المشركين .
[ ص: 373 ]
رواه
الشاشي في " مسنده " .
أحمد في " المسند " : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=14129حسين الجعفي ، عن
زائدة ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16490عبد الملك بن عمير ، قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=878926استعمل عمر أبا عبيدة على الشام وعزل خالدا ، فقال أبو عبيدة : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : خالد سيف من سيوف الله ، نعم فتى العشيرة .
حميد بن هلال : عن
أنس :
nindex.php?page=hadith&LINKID=878927نعى النبي - صلى الله عليه وسلم - أمراء يوم مؤتة فقال : أصيبوا جميعا ثم أخذ الراية بعد سيف من سيوف الله خالد . وجعل يحدث الناس وعيناه تذرفان .
إسماعيل بن أبي خالد : عن
قيس ، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
nindex.php?page=hadith&LINKID=878928إنما خالد سيف من سيوف الله صبه على الكفار .
[ ص: 374 ] أبو إسماعيل المؤدب : عن
إسماعيل بن أبي خالد ، عن
الشعبي ، عن
ابن أبي أوفى ، مرفوعا بمعناه .
وجاء من طرق عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة نحوه .
أبو المسكين الطائي : حدثنا
عمران بن زحر ، حدثني
حميد بن منيب قال : قال جدي
أوس ، لم يكن أحد أعدى للعرب من
هرمز ، فلما فرغنا من
مسيلمة أتينا ناحية
البصرة ، فلقينا
هرمز بكاظمة ، فبارزه
خالد فقتله ، فنفله
الصديق سلبه ، فبلغت قلنسوته مائة ألف درهم ، وكانت الفرس من عظم فيهم ، جعلت قلنسوته بمائة ألف .
قال
أبو وائل : كتب
خالد إلى
الفرس : إن معي جندا يحبون القتل كما تحب
فارس الخمر .
هشيم : حدثنا
عبد الحميد بن جعفر ، عن أبيه ،
أن خالد بن الوليد فقد قلنسوة له يوم اليرموك ، فقال : اطلبوها . فلم يجدوها ، ثم وجدت فإذا هي قلنسوة خلقة ، فقال خالد : اعتمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فحلق رأسه ، فابتدر الناس شعره ، فسبقتهم إلى ناصيته ، فجعلتها في هذه القلنسوة ، فلم أشهد قتالا وهي [ ص: 375 ] معي إلا رزقت النصر .
ابن وهب : عن
nindex.php?page=showalam&ids=12458عبد الرحمن بن أبي الزناد ، عن
عبد الرحمن بن الحارث : أخبرني الثقة
أن الناس يوم حلق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ابتدروا شعره ، فبدرهم خالد إلى ناصيته ، فجعلها في قلنسوته .
ابن أبي خالد : عن
قيس ، سمعت
خالدا يقول : لقد رأيتني يوم
مؤتة اندق في يدي تسعة أسياف ، فصبرت في يدي صفيحة يمانية .
ابن عيينة : عن
ابن أبي خالد ، عن مولى لآل
خالد بن الوليد ، أن
خالدا قال : ما من ليلة يهدى إلي فيها عروس أنا لها محب أحب إلي من ليلة شديدة البرد ، كثيرة الجليد في سرية أصبح فيها العدو .
يونس بن أبي إسحاق : عن
العيزار بن حريث قال : قال
خالد : ما أدري من أي يومي أفر : يوم أراد الله أن يهدي لي فيه شهادة ، أو يوم أراد الله أن يهدي لي فيه كرامة .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=16834قيس بن أبي حازم : سمعت
خالدا يقول : منعني الجهاد كثيرا من
[ ص: 376 ] القراءة ورأيته أتي بسم ، فقالوا : ما هذا ؟ قالوا : سم . قال : باسم الله . وشربه . قلت : هذه والله الكرامة ، وهذه الشجاعة .
يونس بن أبي إسحاق : عن
nindex.php?page=showalam&ids=11865أبي السفر قال : نزل
خالد بن الوليد الحيرة على أم
بني المرازبة ، فقالوا : احذر السم لا تسقك الأعاجم ، فقال : ائتوني به ، فأتي به ، فاقتحمه وقال : باسم الله ، فلم يضره .
أبو بكر بن عياش : عن
الأعمش ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=15848خيثمة ، قال أتي
خالد بن الوليد برجل معه زق خمر ، فقال : اللهم اجعله عسلا ، فصار عسلا .
رواه
nindex.php?page=showalam&ids=17294يحيى بن آدم ، عن
أبي بكر ، وقال : خلا بدل العسل ، وهذا أشبه ، ويرويه
عطاء بن السائب عن
nindex.php?page=showalam&ids=16883محارب بن دثار مرسلا .
ابن أبي خالد : عن
قيس ، قال : طلق
خالد بن الوليد امرأة ، فكلموه ، فقال : لم يصبها عندي مصيبة ، ولا بلاء ، ولا مرض ; فرابني ذلك منها .
المدائني ; عن
ابن أبي ذئب ، عن
الزهري ، عن
سالم ، عن أبيه ، قال : قدم
أبو قتادة على
أبي بكر ، فأخبره بقتل
مالك بن نويرة وأصحابه . فجزع ،
[ ص: 377 ] وكتب إلى
خالد ، فقدم عليه ، فقال
أبو بكر : هل تزيدون على أن يكون تأول ، فأخطأ ؟ ثم رده ، وودى مالكا ، ورد السبي والمال .
وعن
ابن إسحاق قال : دخل
خالد على
أبي بكر ، فأخبره واعتذر ، فعذره .
قال
سيف في " الردة " : عن
nindex.php?page=showalam&ids=17245هشام بن عروة ، عن أبيه قال : شهد قوم من السرية أنهم أذنوا وأقاموا وصلوا ، ففعلوا مثل ذلك ، وشهد آخرون بنفي ذلك ، فقتلوا . وقدم أخوه
متمم بن نويرة ينشد
الصديق دمه ، ويطلب السبي ، فكتب إليه برد السبي ، وألح عليه
عمر في أن يعزل
خالدا ، وقال : إن في سيفه رهقا . فقال : لا يا
عمر ، لم أكن لأشيم سيفا سله الله على الكافرين .
سيف : عن
ابن إسحاق ، عن
محمد بن جعفر بن الزبير وغيره أن
خالدا بث السرايا ، فأتي
بمالك ، فاختلف قول الناس فيهم وفي إسلامهم ، وجاءت
أم تميم كاشفة وجهها ، فأكبت على
مالك - وكانت أجمل الناس - فقال لها : إليك عني ; فقد والله قتلتني . فأمر بهم
خالد ، فضربت أعناقهم . فقام
أبو قتادة ، فناشده فيهم ، فلم يلتفت إليه ، فركب
أبو قتادة فرسه ، ولحق
بأبي بكر وحلف : لا أسير في جيش وهو تحت لواء
خالد . وقال : ترك قولي ، وأخذ بشهادة الأعراب الذين فتنتهم الغنائم .
[ ص: 378 ] ابن سعد : أنبأنا
محمد بن عمر ، حدثني
عتبة بن جبيرة ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16276عاصم بن عمر بن قتادة . قال : وحدثني
محمد بن عبد الله ، عن
الزهري ، وحدثنا
أسامة بن زيد عن
الزهري ، عن
حنظلة بن علي الأسلمي في حديث الردة : فأوقع بهم
خالد ، وقتل
nindex.php?page=showalam&ids=16867مالكا ، ثم أوقع بأهل بزاخة وحرقهم ، لكونه بلغه عنهم مقالة سيئة ، شتموا النبي - صلى الله عليه وسلم - ومضى إلى
اليمامة ، فقتل
مسيلمة ، إلى أن قال : وقدم
خالد المدينة بالسبي ومعه سبعة عشر من وفد
بني حنيفة ، فدخل المسجد وعليه قباء عليه صدأ الحديد ، متقلدا السيف ، في عمامته أسهم . فمر
بعمر ، فلم يكلمه ، ودخل على
أبي بكر ، فرأى منه كل ما يحب ، وعلم
عمر ، فأمسك . وإنما وجد
عمر عليه لقتله
مالك بن نويرة ، وتزوج بامرأته .
nindex.php?page=showalam&ids=15662جويرية بن أسماء : قال : كان
خالد بن الوليد من أمد الناس بصرا ، فرأى راكبا وإذا هو قد قدم بموت
الصديق وبعزل
خالد .
قال
ابن عون : ولي
عمر ، فقال : لأنزعن
خالدا حتى يعلم أن الله إنما ينصر دينه ، يعني بغير
خالد .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=17245هشام بن عروة عن أبيه ، قال : لما استخلف
عمر ، كتب إلى
أبي عبيدة : إني قد استعملتك ، وعزلت
خالدا .
وقال
خليفة : ولى
عمر أبا عبيدة على
الشام ، فاستعمل
يزيد على
فلسطين ،
وشرحبيل بن حسنة على
الأردن ،
nindex.php?page=showalam&ids=22وخالد بن الوليد على
دمشق ،
nindex.php?page=showalam&ids=200وحبيب بن مسلمة على
حمص .
[ ص: 379 ] الزبير بن بكار : حدثني
محمد بن مسلمة ، عن
مالك ، قال : قال
عمر لأبي بكر : اكتب إلى
خالد : ألا يعطي شاة ولا بعيرا إلا بأمرك . فكتب
أبو بكر بذلك ، قال : فكتب إليه
خالد : إما أن تدعني وعملي ، وإلا فشأنك بعملك . فأشار
عمر بعزله ، فقال : ومن يجزئ عنه ؟ قال
عمر : أنا ، قال : فأنت .
قال
مالك : قال
nindex.php?page=showalam&ids=15944زيد بن أسلم : فتجهز
عمر حتى أنيخت الظهر في الدار ، وحضر الخروج ، فمشى جماعة إلى
أبي بكر ، فقالوا : ما شأنك تخرج
عمر من
المدينة وأنت إليه محتاج ، وعزلت
خالدا وقد كفاك ؟ قال : فما أصنع ؟ قالوا : تعزم على
عمر ليجلس ، وتكتب إلى
خالد ، فيقيم على عمله ، ففعل .
nindex.php?page=showalam&ids=17241هشام بن سعد : عن
nindex.php?page=showalam&ids=15944زيد بن أسلم ، عن أبيه ، قال
عمر لأبي بكر : تدع
خالدا بالشام ينفق مال الله ؟ قال فلما توفي
أبو بكر ، قال
أسلم : سمعت
عمر يقول : كذبت الله إن كنت أمرت
أبا بكر بشيء لا أفعله ، فكتب إلى
خالد . فكتب
خالد إليه : لا حاجة لي بعملك . فولى
أبا عبيدة .
الحارث بن يزيد : عن
علي بن رباح ، عن
ناشرة اليزني : سمعت
عمر بالجابية ، واعتذر من عزل
خالد ، قال : وأمرت
أبا عبيدة . فقال
أبو عمرو بن حفص بن المغيرة والله ما أعذرت ، نزعت عاملا استعمله رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ووضعت لواء رفعه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : إنك قريب القرابة ، حديث السن ، مغضب في ابن عمك .
[ ص: 380 ]
ومن كتاب
سيف عن رجاله قال : كان
عمر لا يخفى عليه شيء من عمله ، وإن
خالدا أجاز
الأشعث بعشرة آلاف ، فدعا البريد ، وكتب إلى
أبي عبيدة أن تقيم
خالدا وتعقله بعمامته ، وتنزع قلنسوته حتى يعلمكم من أين أجاز
الأشعث ؟ أمن مال الله أم من ماله ؟ فإن زعم أنه من إصابة أصابها ، فقد أقر بخيانة ، وإن زعم أنها من ماله ، فقد أسرف ، واعزله على كل حال ، واضمم إليك عمله . ففعل ذلك .
فقدم
خالد على
عمر فشكاه وقال : لقد شكوتك إلى المسلمين ، وبالله يا
عمر إنك في أمري غير مجمل . فقال
عمر : من أين هذا الثراء ؟ قال : من الأنفال والسهمان ، ما زاد على الستين ألفا فلك تقوم عروضه . قال : فخرجت عليه عشرون ألفا ، فأدخلها بيت المال ، ثم قال : يا
خالد ، والله إنك لكريم علي وإنك لحبيب إلي ، ولن تعاتبني بعد اليوم على شيء .
وعن
nindex.php?page=showalam&ids=15944زيد بن أسلم عن أبيه : عزل
عمر خالدا فلم يعلمه
أبو عبيدة حتى علم من الغير . فقال : يرحمك الله ; ما دعاك إلى أن لا تعلمني ؟ قال : كرهت أن أروعك .
nindex.php?page=showalam&ids=15662جويرية بن أسماء : عن
نافع قال : قدم
خالد من
الشام وفي عمامته أسهم ملطخة بالدم ، فنهاه
عمر .
الأصمعي : عن
ابن عون ، عن
ابن سيرين ، أن
خالد بن الوليد دخل وعليه قميص حرير ، فقال
عمر : ما هذا ؟ قال : وما بأسه ؟ قد لبسه
ابن عوف .
[ ص: 381 ] قال : وأنت مثله ؟ ! عزمت على من في البيت إلا أخذ كل واحد منه قطعة ، فمزقوه .
روى
عاصم ابن بهدلة : عن
أبي وائل أظن قال : لما حضرت
خالدا الوفاة ، قال : لقد طلبت القتل مظانه فلم يقدر لي إلا أن أموت على فراشي ، وما من عملي شيء أرجى عندي - بعد التوحيد - من ليلة بتها وأنا متترس ، والسماء تهلني ننتظر الصبح حتى نغير على الكفار . ثم قال : إذا مت ، فانظروا إلى سلاحي وفرسي ، فاجعلوه عدة في سبيل الله .
فلما توفي ، خرج
عمر على جنازته ، فذكر قوله : ما على
آل الوليد أن يسفحن على
خالد من دموعهن ما لم يكن نقعا أو لقلقة .
النقع : التراب على الرءوس ، واللقلقة : الصراخ .
ويروى بإسناد ساقط أن
عمر خرج في جنازة
خالد بالمدينة وإذا أمه تندبه وتقول :
أنت خير من ألف ألف من القوم إذا ما كبت وجوه الرجال
فقال
عمر : صدقت إن كان لكذلك .
[ ص: 382 ] الواقدي : حدثنا
عمرو بن عبد الله بن عنبسة ، سمعت
محمد بن عبد الله الديباج يقول : لم يزل
خالد مع
أبي عبيدة حتى توفي
أبو عبيدة ، واستخلف
عياض بن غنم . فلم يزل
خالد مع
عياض حتى مات ، فانعزل
خالد إلى
حمص ، فكان ثم ، وحبس خيلا وسلاحا ، فلم يزل مرابطا
بحمص حتى نزل به ، فعاده
أبو الدرداء ، فذكر له أن خيله التي حبست بالثغر تعلف من مالي ، وداري
بالمدينة صدقة ، وقد كنت أشهدت عليها
عمر . والله يا
أبا الدرداء لئن مات
عمر ، لترين أمورا تنكرها .
وروى
إسحاق بن يحيى بن طلحة ، عن عمه
موسى قال : خرجت مع
أبي طلحة إلى
مكة مع
عمر ، فبينا نحن نحط عن رواحلنا إذ أتى الخبر بوفاة
خالد ، فصاح
عمر : يا
أبا محمد ، يا
طلحة هلك
أبو سليمان ، هلك
خالد بن الوليد . فقال
طلحة :
لا أعرفنك بعد الموت تندبني وفي حياتي ما زودتني زادا
وعن
nindex.php?page=showalam&ids=11863أبي الزناد : أن
خالد بن الوليد لما احتضر بكى وقال : لقيت كذا وكذا زحفا ، وما في جسدي شبر إلا وفيه ضربة بسيف ، أو رمية بسهم ، وها أنا أموت على فراشي حتف أنفي كما يموت العير فلا نامت أعين الجبناء .
قال
مصعب بن عبد الله : لم يزل
خالد بالشام حتى عزله
عمر . وهلك
بالشام ، وولي
عمر وصيته .
[ ص: 383 ]
وقال
ابن أبي الزناد : مات
بحمص سنة إحدى وعشرين وكان قدم قبل ذلك معتمرا ورجع .
الواقدي : حدثنا
عمر بن عبد الله بن رياح ، عن
خالد بن رياح ، سمع
ثعلبة بن أبي مالك يقول : رأيت
عمر بقباء ، وإذا حجاج من
الشام ، قال : من القوم ؟ قالوا : من
اليمن ممن نزل
حمص ، ويوم رحلنا منها مات
خالد بن الوليد . فاسترجع
عمر مرارا ، ونكس ، وأكثر الترحم عليه ، وقال : كان - والله - سدادا لنحر العدو ، ميمون النقيبة . فقال له
علي : فلم عزلته ؟ قال : عزلته لبذله المال لأهل الشرف وذوي اللسان ، قال : فكنت عزلته عن المال ، وتتركه على الجند ، قال : لم يكن ليرضى ، قال : فهلا بلوته ؟ .
وروى
جويرية ، عن
نافع ، قال : لما مات
خالد لم يدع إلا فرسه وسلاحه وغلامه ، فقال
عمر : رحم الله
أبا سليمان ، كان على ما ظنناه به .
الأعمش : عن
أبي وائل قال : اجتمع نسوة
بني المغيرة في دار
خالد يبكينه ، فقال
عمر : ما عليهن أن يرقن من دموعهن ما لم يكن نقعا أو لقلقة .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=13608محمد بن عبد الله بن نمير ،
nindex.php?page=showalam&ids=12366وإبراهيم بن المنذر ،
وأبو عبيد : مات
خالد بحمص سنة إحدى وعشرين .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=15863دحيم : مات
بالمدينة .
[ ص: 384 ]
قلت : الصحيح موته
بحمص ، وله مشهد يزار . وله في " الصحيحين " حديثان ، وفي مسند
بقي واحد وسبعون .