والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله أولئك سيرحمهم الله إن الله عزيز حكيم .
هذه تقابل قوله :
المنافقون والمنافقات بعضهم من بعض لبيان أن الطائفة التي ينالها العفو هي الملتحقة بالمؤمنين .
فالجملة معطوفة على جملة
المنافقون والمنافقات بعضهم من بعض وما بينهما جمل تسلسل بعضها عن بعض .
وقوله :
بعضهم أولياء بعض مقابل قوله : في المنافقين
بعضهم من بعض
وعبر في جانب المؤمنين والمؤمنات بأنهم أولياء بعض للإشارة إلى أن اللحمة الجامعة بينهم هي ولاية الإسلام ، فهم فيها على السواء ليس واحد منهم مقلدا للآخر ولا تابعا له على غير بصيرة لما في معنى الولاية من الإشعار بالإخلاص والتناصر بخلاف المنافقين ، فكأن بعضهم ناشئ من بعض في مذامهم .
[ ص: 263 ] وزيد في وصف المؤمنين هنا يقيمون الصلاة تنويها بأن الصلاة هي أعظم المعروف .
وقوله :
ويؤتون الزكاة مقابل قوله في المنافقين
ويقبضون أيديهم
وقوله :
ويطيعون الله ورسوله مقابل قوله في المنافقين
نسوا الله لأن الطاعة تقتضي مراقبة المطاع فهي ضد النسيان .
وقوله :
أولئك سيرحمهم الله مقابل قوله في المنافقين فنسيهم
والسين لتأكيد حصول الرحمة في المستقبل ، فحرف الاستقبال يفيد مع المضارع ما تفيد قد مع الماضي كقوله :
ولسوف يعطيك ربك فترضى
والإشارة للدلالة على أن ما سيرد بعد اسم الإشارة صاروا أحرياء به من أجل الأوصاف المذكورة قبل اسم الإشارة .
وجملة
إن الله عزيز حكيم تعليل لجملة
سيرحمهم الله أي : أنه - تعالى - لعزته ينفع أولياءه وأنه لحكمته يضع الجزاء لمستحقه .