[ ص: 15 ] إلا الذين صبروا وعملوا الصالحات أولئك لهم مغفرة وأجر كبير
احتراس باستثناء من الإنسان . والمراد بالذين صبروا المؤمنون بالله لأن الصبر من مقارنات الإيمان فكني بالذين صبروا عن المؤمنين فإن الإيمان يروض صاحبه على مفارقة الهوى ونبذ معتاد الضلالة . قال - تعالى :
إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر
ومن معاني الصبر انتظار الفرج ولذلك أوثر هنا وصف صبروا دون ( آمنوا ) لأن المراد مقابلة حالهم بحال الكفار في قوله :
إنه ليئوس كفور . ودل الاستثناء على أنهم متصفون بضد صفات المستثنى منهم . وفي هذا تحذير من الوقوع فيما يماثل صفات الكافرين على اختلاف مقادير . وقد نسجت الآية على هذا المنوال من الإجمال لتذهب نفوس السامعين من المؤمنين في طرق الحذر من صفتي اليأس وكفران النعمة ، ومن صفتي الفرح والفخر كل مذهب ممكن .
وجملة
أولئك لهم مغفرة وأجر كبير مستأنفة ابتدائية . والإتيان باسم الإشارة عقب وصفهم بما دل عليه الاستثناء وبالصبر وعمل الصالحات تنبيه على أنهم استحقوا ما يذكر بعد اسم الإشارة لأجل ما ذكر قبله من الأوصاف كقوله :
أولئك على هدى من ربهم وأولئك هم المفلحون