يقدم قومه يوم القيامة فأوردهم النار وبئس الورد المورود وأتبعوا في هذه لعنة ويوم القيامة بئس الرفد المرفود
جملة
يقدم قومه يجوز أن تكون في موضع الحال من ( فرعون ) المذكور في الجملة قبلها . ويجوز أن تكون استئنافا بيانيا .
والإيراد : جعل الشيء واردا ، أي قاصدا الماء ، والذي يوردهم هو الفارط ، ويقال له : الفرط .
والورد - بكسر الواو - : الماء المورود ، وهو فعل بمعنى مفعول ، مثل ذبح . وفي قوله :
فأوردهم النار وبئس الورد المورود استعارة الإيراد إلى التقدم بالناس إلى العذاب ، وهي تهكمية لأن الإيراد يكون لأجل الانتفاع بالسقي وأما التقدم بقومه إلى النار فهو ضد ذلك .
و ( يقدم ) مضارع قدم - بفتح الدال - بمعنى تقدم المتعدي إذا كان متقدما غيره .
وإنما جاء ( فأوردهم ) بصيغة الماضي للتنبيه على تحقيق وقوع ذلك الإيراد وإلا فقرينة قوله : يوم القيامة تدل على أنه لم يقع في الماضي .
[ ص: 157 ] وجملة
وبئس الورد المورود في موضع الحال والضمير المخصوص بالمدح المحذوف هو الرابط وهو تجريد للاستعارة ، كقوله - تعالى :
بئس الشراب ؛ لأن الورد المشبه به لا يكون مذموما .
والإتباع : الإلحاق .
واللعنة : هي لعنة العذاب في الدنيا وفي الآخرة .
و ( يوم القيامة ) متعلق بـ ( أتبعوا ) ، فعلم أنهم أتبعوا لعنة يوم القيامة ؛ لأن اللعنة الأولى قيدت بالمجرور بحرف ( في ) الظرفية ، فتعين أن الإتباع في يوم القيامة بلعنة أخرى .
وجملة
بئس الرفد المرفود مستأنفة لإنشاء ذم اللعنة . والمخصوص بالذم محذوف دل عليه ذكر اللعنة ، أي بئس الرفد هي .
والرفد - بكسر الراء - اسم على وزن فعل بمعنى مفعول مثل ذبح . أي ما يرفد به ، أي يعطى . يقال : رفده إذا أعطاه ما يعينه به من مال ونحوه .
وفي حذف المخصوص بالمدح إيجاز ليكون الذم متوجها لإحدى اللعنتين لا على التعيين لأن كلتيهما بئيس .
وإطلاق الرفد على اللعنة استعارة تهكمية ، كقول
عمرو بن معديكرب :
تحية بينهم ضرب وجيع
والمرفود : حقيقته المعطى شيئا . ووصف الرفد بالمرفود لأن كلتا اللعنتين معضودة بالأخرى ، فشبهت كل واحدة بمن أعطي عطاء فهي مرفودة . وإنما أجري المرفود على التذكير باعتبار أنه أطلق عليه رفد .