تلك آيات الكتاب المبين
الكلام على تلك آيات الكتاب مضى في سورة
يونس . ووصف الكتاب هنا بـ المبين ووصف به في طالعة سورة
يونس بـ الحكيم لأن ذكر وصف إبانته هنا أنسب ، إذ كانت القصة التي تضمنتها هذه السورة مفصلة مبينة لأهم ما جرى في مدة
يوسف - عليه السلام -
بمصر . فقصة
يوسف - عليه السلام - لم تكن معروفة للعرب قبل نزول القرآن إجمالا ولا تفصيلا ، بخلاف قصص الأنبياء :
هود ،
وصالح ،
وإبراهيم ،
ولوط ،
وشعيب - عليهم السلام - أجمعين ، إذ كانت معروفة لديهم إجمالا ، فلذلك كان القرآن مبينا إياها ومفصلا .
[ ص: 201 ] ونزولها قبل اختلاط النبي - صلى الله عليه وسلم -
باليهود في
المدينة معجزة عظيمة من إعلام الله - تعالى - إياه بعلوم الأولين ، وبذلك ساوى الصحابة علماء
بني إسرائيل في علم تاريخ الأديان والأنبياء وذلك من أهم ما يعلمه المشرعون .
فالمبين : اسم فاعل من أبان المتعدي . والمراد : الإبانة التامة باللفظ والمعنى .