فلما دخلوا عليه قالوا يا أيها العزيز مسنا وأهلنا الضر وجئنا ببضاعة مزجاة فأوف لنا الكيل وتصدق علينا إن الله يجزي المتصدقين الفاء عاطفة على كلام مقدر دل عليه المقام ، أي فارتحلوا إلى
مصر بقصد استطلاق
بنيامين من عزيز
مصر ثم بالتعرض إلى التحسس من
يوسف عليه السلام ، فوصلوا
مصر ، فدخلوا على
يوسف ، فلما دخلوا عليه إلخ . . .
وقد تقدم آنفا وجه دعائهم
يوسف عليه السلام بوصف العزيز .
وأرادوا بمس الضر إصابته . وقد تقدم إطلاق مس الضر على الإصابة عند قوله تعالى (
وإن يمسسك الله بضر ) في سورة الأنعام .
والبضاعة تقدمت آنفا . والمزجاة : القليلة التي لا يرغب فيها فكأن صاحبها يزجيها ، أي يدفعها بكلفة ليقبلها المدفوعة إليه . والمراد بها مال
[ ص: 47 ] قليل للامتيار ، ولذلك فرع عليه (
فأوف لنا الكيل ) ، وطلبوا التصدق منه تعريضا بإطلاق أخيهم ; لأن ذلك فضل منه إذ صار مملوكا له كما تقدم .
وجملة إن الله يجزي المتصدقين تعليل لاستدعائهم التصدق عليهم .