والله يعلم ما تسرون وما تعلنون عطف على جملة
أفمن يخلق كمن لا يخلق ، فبعد أن أثبت أن الله منفرد بصفة الخلق دون غيره بالأدلة العديدة ثم باستنساخ ذلك بقوله
أفمن يخلق كمن لا يخلق انتقل هنا إلى إثبات أنه منفرد بعموم العلم .
ولم يقدم لهذا الخبر استدلال ولا عقب بالدليل ; لأنه مما دلت عليه أدلة الانفراد بالخلق ; لأن خالق أجزاء الإنسان الظاهرة والباطنة يجب له أن
[ ص: 125 ] يكون عالما بدقائق حركات تلك الأجزاء وهي بين ظاهر وخفي ، فلذلك قال
والله يعلم ما تسرون وما تعلنون .
والمخاطب هنا هم المخاطبون بقوله تعالى أفلا تذكرون ، وفيه تعريض بالتهديد والوعيد بأن الله محاسبهم على كفرهم .
وفيه إعلام بأن أصنامهم بخلاف ذلك كما دل عليه تقديم المسند إليه على الخبر الفعلي ، فإنه يفيد القصر لرد دعوى الشركة .
وقرأ
حفص ( ما يسرون وما يعلنون ) بالتحتية فيهما ، وهو التفات من الخطاب إلى الغيبة ، وعلى قراءته تكون الجملة أظهر في التهديد منها في قصد التعليم .