ومن أظلم ممن كتم شهادة عنده من الله وما الله بغافل عما تعملون
هذا من جملة المقول المحكي بقوله
قل أأنتم أعلم أم الله أمر النبيء - صلى الله عليه وسلم - بأن يقول لهم ذلك تذكيرا لهم بالعهد الذي في كتبهم عسى أن يراجعوا أنفسهم ويعيدوا النظر إن كانوا مترددين أو أن يفيئوا إلى الحق إن كانوا متعمدين المكابرة . و " من " في قوله من الله ابتدائية أي شهادة عنده بلغت من جانب الله على لسان رسله . والواو عاطفة جملة ومن أظلم ممن كتم شهادة على جملة أأنتم أعلم أم الله وهذا الاستفهام التقريري كناية عن عدم اغترار المسلمين بقولهم إن
إبراهيم وأبناءه كانوا هودا أو نصارى وليس هذا احتجاجا عليهم . وقوله
وما الله بغافل عما تعملون بقية مقول القول وهو تهديد لأن القادر إذا لم يكن غافلا لم يكن له مانع من العمل بمقتضى علمه وقد تقدمت نظائر هذا في مواضع .