ونخوفهم فما يزيدهم إلا طغيانا كبيرا
عطف على جملة
وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون الدال على أنهم متصلبون في كفرهم مكابرون معاندون ، وهذه زيادة في تسلية النبيء صلى الله عليه وسلم حتى لا يأسف من أن الله لم يرهم آيات ; لأن النبيء صلى الله عليه وسلم حريص على إيمانهم ، كما قال موسى عليه السلام
فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب الأليم .
ويوجد في بعض التفاسير أن ابن العباس قال في الشجرة الملعونة : بنو أمية ، وهذا من الأخبار المختلقة عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ، ولا أخالها إلا مما وضعه الوضاعون في زمن الدعوة العباسية ; لإكثار المنفرات من
بني أمية ، وأن وصف الشجرة بأنها الملعونة في القرآن صريح في وجود آيات في القرآن ذكرت فيها شجرة ملعونة ، وهي شجرة الزقوم كما علمت ، ومثل هذا الاختلاق خروج عن وصايا القرآن في قوله
ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان .
وجئ بصيغة المضارع في نخوفهم للإشارة إلى تخويف حاضر ، فإن الله خوفهم بالقحط والجوع حتى رأوا الدخان بين السماء والأرض وسألوا الله كشفه فقال تعالى
إنا كاشفو العذاب قليلا إنكم عائدون فذلك وغيره من التخويف الذي سبق فلم يزدهم إلا طغيانا ، فالظاهر أن هذه الآية نزلت في مدة حصول بعض المخوفات .
[ ص: 149 ] وقد اختير الفعل المضارع في نخوفهم و يزيدهم ; لاقتضائه تكرر التخويف وتجدده ، وأنه كلما تجدد التخويف تجدد طغيانهم وعظم .
والكبير : مستعار لمعنى الشديد القوي في نوع الطغيان ، وقد تقدم عند قوله تعالى
قل قتال فيه كبير في سورة البقرة .