ورأى المجرمون النار فظنوا أنهم مواقعوها ولم يجدوا عنها مصرفا عطف على جملة
وجعلنا بينهم موبقا ، أي جعلنا الموبق ورآه المجرمون ، فذكر المجرمين إظهار في مقام الإضمار للدلالة على ما يفيده المجرمون من تلبسهم
[ ص: 346 ] بما استحقوا به عذاب النار ، وكذلك بـ ( النار ) في مقام الإضمار للموبق للدلالة على أن الموبق هو النار فهو شبيه بعطف البيان .
والظن مستعمل هنا في معنى التحقق ، وهو من استعمالاته ، ولعل اختياره هنا ضرب من التهكم بهم ، بأنهم رجحوا أن تلك النار أعدت لأجلهم في حين أنهم موقنون بذلك .
والمواقعة : مفاعلة من الوقوع ، وهو الحصول لقصد المبالغة ، أي واقعون فيها وقوع الشيء الحاصل في موقع يتطلبه ، فكأنه يقع هو فيه .
والمصرف : مكان الصرف ، أي التخلص والمجاوزة ، وفي الكلام إيجاز ، تقديره : وحاولوا الانقلاب أو الانصراف ، فلم يجدوا عنها مصرفا ، أي مخلصا .