الله لا إله إلا هو له الأسماء الحسنى .
تذييل لما قبله لأن ما قبله تضمن صفات من فعل الله تعالى ومن خلقه ومن عظمته فجاء هذا التذييل بما يجمع صفاته .
واسم الجلالة خبر لمبتدأ محذوف . والتقدير : هو الله ، جريا على ما تقدم عند قوله تعالى (
الرحمن على العرش استوى ) .
[ ص: 192 ] وجملة (
لا إله إلا هو ) حال من اسم الجلالة . وكذلك جملة (
له الأسماء الحسنى ) .
والأسماء : الكلمات الدالة على الاتصاف بحقائق . وهي بالنسبة إلى الله : إما علم وهو اسم الجلالة خاصة . وإما وصف مثل الرحمن والجبار وبقية الأسماء الحسنى .
وتقديم المجرور في قوله (
له الأسماء الحسنى ) للاختصاص . أي لا لغيره لأن غيره إما أن يكون اسمه مجردا من المعاني المدلولة للأسماء مثل الأصنام ، وإما أن تكون حقائقها فيه غير بالغة منتهى كمال حقيقتها كاتصاف البشر بالرحمة والملك ، وإما أن يكون الاتصاف بها كذبا لا حقيقة ، كاتصاف البشر بالكبر ، إذ ليس أهلا للكبر والجبروت والعزة .
ووصف الأسماء ب الحسنى ؛ لأنها دالة على حقائق كاملة بالنسبة إلى المسمى بها تعالى وتقدس . وذلك ظاهر في غير اسم الجلالة ، وأما في اسم الجلالة الذي هو الاسم العلم فلأنه مخالف للأعلام من حيث إنه في الأصل وصف دال على الانفراد بالإلهية لأنه دال على الإله ، وعرف باللام الدالة على انحصار الحقيقة عنده . فكان جامعا لمعنى وجوب الوجود ، واستحق العبادة لوجود أسباب استحقاقها عنده .
وقد تقدم شيء من هذا عند قوله تعالى (
ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها ) في سورة الأعراف .