وألقيت عليك محبة مني .
عطف على جملة أوحينا أي حين أوحينا إلى أمك ما كان به سلامتك من الموت ، وحين ألقيت عليك محبة لتحصل السرقة لواجده في اليم ، فيحرص على حياته ونمائه ويتخذه ولدا كما جاء في الآية الأخرى (
وقالت امرأة فرعون قرة عين لي ولك لا تقتلوه ) ؛ لأن
فرعون قد غلب على ظنه أنه من
غلمان إسرائيل وليس من أبناء القبط ، أو لأنه يخطر بباله الأخذ بالاحتياط .
وإلقاء
المحبة مجاز في تعلق المحبة به ، أي خلق المحبة في قلب المحب بدون سبب عادي حتى كأنه وضع باليد لا مقتضى له في العادة .
ووصف المحبة بأنها من الله للدلالة على أنها محبة خارقة للعادة لعدم ابتداء أسباب المحبة العرفية من الإلف والانتفاع ، ألا ترى قول
امرأة فرعون (
عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولدا ) مع قولها (
قرة عين لي ولك ) . فكان قرة عين لها قبل أن ينفعها وقبل اتخاذه ولدا .