اذهب أنت وأخوك بآياتي ولا تنيا في ذكري .
رجوع إلى المقصد بعد المحاورة ، فالجملة بيان لجملة (
اذهب إلى فرعون إنه طغى ) ، أو هي استئناف بياني لأن قوله (
واصطنعتك لنفسي ) يؤذن بأنه اختاره وأعده لأمر عظيم ، لأن الحكيم لا يتخذ شيئا لنفسه إلا مريدا جعله مظهرا لحكمته ، فيترقب المخاطب تعيينها ، وقد أمره هنا بالذهاب إلى فرعون وأن يذهب أخوه معه . ومعنى ذلك أنه يبلغ أخاه أن الله أمره بمرافقته ، لأن
هارون لم يكن حاضرا حين كلم الله
موسى في البقعة المباركة من الشجرة . ولأنه لم يكن الوقت وقت الشروع في الذهاب إلى فرعون ، فتعين أن الأمر لطلب حصول الذهاب المستقبل عند الوصول إلى مصر بلد فرعون وعند لقائه أخاه
هارون وإبلاغه أمر الله إياه ، فقرينة عدم إرادة الفور هنا قائمة .
والباء للمصاحبة لقصد تطمين
موسى بأنه سيكون مصاحبا لآيات الله ، أي الدلائل التي تدل على صدقه لدى فرعون .
ومعنى ( لا تنيا ) لا تضعفا . يقال : ونى يني ونى ، أي ضعف في العمل أي لا تن أنت وأبلغ
هارون أن لا يني ، فصيغة النهي مستعملة في حقيقتها ومجازها .