وإن جادلوك فقل الله أعلم بما تعملون الله يحكم بينكم يوم القيامة فيما كنتم فيه تختلفون
عطف على جملة
فلا ينازعنك في الأمر . والمعنى : إن تبين عدم اقتناعهم بالأدلة التي تقطع المنازعة وأبوا إلا دوام المجادلة تشغيبا واستهزاء فقل : الله أعلم بما تعملون . وفي قوله
الله أعلم بما تعملون تفويض أمرهم إلى الله تعالى ، وهو كناية عن قطع المجادلة معهم ، وإدماج بتعريض بالوعيد والإنذار بكلام موجه صالح لما يتظاهرون به من تطلب الحجة . ولما في نفوسهم من إبطال العناد كقوله تعالى
فأعرض عنهم وانتظر إنهم منتظرون . والمراد بـ ( ما يعملون ) ما يعملونه من أنواع المعارضة والمجادلة بالباطل ليدحضوا به الحق وغير ذلك .
[ ص: 331 ] وجملة
الله يحكم بينكم يوم القيامة كلام مستأنف ليس من المقول . فهو خطاب للنبيء - صلى الله عليه وسلم - . وليس خطابا للمشركين بقرينة قوله ( بينكم ) . والمقصود تأييد الرسول والمؤمنين . وما كانوا فيه يختلفون : هو ما عبر عنه بالأمر في قوله
فلا ينازعنك في الأمر .