وجاهدوا في الله حق جهاده الجهاد بصيغة المفاعلة حقيقة عرفية في قتال أعداء المسلمين في الدين لأجل إعلاء كلمة الإسلام أو للدفع عنه كما فسره النبيء - صلى الله عليه وسلم -
nindex.php?page=hadith&LINKID=10342195من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله . وأن ما روي
عن النبيء - صلى الله عليه وسلم - أنه حين قفل من غزوة تبوك قال لأصحابه رجعنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر ، وفسره لهم بمجاهدة العبد هواه ، فذلك
[ ص: 348 ] محمول على المشاكلة بإطلاق الجهاد على منع داعي النفس إلى المعصية . ومعنى ( في ) التعليل ، أي لأجل الله ، أي لأجل نصر دينه كقول النبيء - صلى الله عليه وسلم - :
nindex.php?page=hadith&LINKID=10341830دخلت امرأة النار في هرة أي لأجل هرة أي لعمل يتعلق بهرة كما بينه بقوله حبستها لا هي أطعمتها ولا هي أرسلتها ترمم من خشاش الأرض حتى ماتت هزلا .
وانتصب
حق جهاده على المفعول المطلق المبين للنوع ، وأضيفت الصفة إلى الموصوف ، وأصله : جهاده الحق ، وإضافة جهاد إلى ضمير الجلالة لأدنى ملابسة ، أي حق الجهاد لأجله ، وقرينة المراد تقدم حرف ( في ) كقوله تعالى
يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته .
والحق بمعنى الخالص ، أي الجهاد الذي لا يشوبه تقصير .
والآية أمر بالجهاد . ولعلها أول آية جاءت في الأمر بالجهاد لأن السورة بعضها مكي وبعضها مدني ، ولأنه تقدم آنفا قوله
ذلك ومن عاقب بمثل ما عوقب به ثم بغي عليه لينصرنه الله . فهذا الآن أمر بالأخذ في وسائل النصر ، فالآية نزلت قبل وقعة بدر لا محالة .