قل لمن الأرض ومن فيها إن كنتم تعلمون سيقولون لله قل أفلا تذكرون [ ص: 109 ] استئناف استدلال عليهم في إثبات الوحدانية لله تعالى عاد به الكلام متصلا بقوله :
وهو الذي يحيي ويميت وله اختلاف الليل والنهار أفلا تعقلون .
والاستفهام تقريري ; أي : أجيبوا عن هذا ، ولا يسعهم إلا الجواب بأنها لله . والمقصود : إثبات لازم جوابهم وهو انفراده تعالى بالوحدانية .
و
إن كنتم تعلمون شرط حذف جوابه لدلالة الاستفهام عليه ، تقديره : فأجيبوني عن السؤال . وفي هذا الشرط توجيه لعقولهم أن يتأملوا فيظهر لهم أن الأرض لله وأن من فيها لله فإن كون جميع ذلك لله قد يخفى ; لأن الناس اعتادوا نسبة المسببات إلى أسبابها المقارنة والتصرفات إلى مباشريها فنبهوا بقوله :
إن كنتم تعلمون إلى التأمل ، أي : إن كنتم تعلمون علم اليقين ، ولذلك عقب بقوله :
سيقولون لله ، أي : يجيبون عقب التأمل جوابا غير بطيء . وانظر ما تقدم في تفسير قوله تعالى :
قل لمن ما في السماوات والأرض قل لله في سورة الأنعام . ووقعت جملة
قل أفلا تذكرون جوابا لإقرارهم واعترافهم بأنها لله . والاستفهام إنكاري ، إنكار لعدم تذكيرهم بذلك ، أي : تفطن عقولهم لدلالة ذلك على انفراده تعالى بالإلهية . وخص بالتذكر لما في بعضه من خفاء الدلالة والاحتياج إلى النظر .