صفحة جزء
( وسوف يعلمون حين يرون العذاب من أضل سبيلا ) .

هذا جواب قولهم ( إن كاد ليضلنا عن آلهتنا لولا أن صبرنا عليها ) المتضمن أنهم على هدى في دينهم ، وكان الجواب بقطع مجادلتهم وإحالتهم على حين رؤيتهم العذاب ينزل بهم ، فتضمن ذلك وعيدا بعذاب . والأظهر أن المراد عذاب السيف النازل بهم يوم بدر ، وممن رآه أبو جهل سيد أهل الوادي ، وزعيم القالة في ذلك النادي .

ولما كان الجواب بالإعراض عن المحاجة ارتكب فيه أسلوب التهكم بجعل ما ينكشف عنه المستقبل هو معرفة من هو أشد ضلالا من الفريقين على طريقة المجاراة وإرخاء العنان للمخطئ إلى أن يقف على خطئه ، وقد قال أبو جهل يوم بدر وهو مثخن بالجراح في حالة النزع لما قال له عبد الله بن مسعود : أنت أبو جهل ؟ فقال : وهل أعمد من رجل قتله قومه ؟ ) .

و ( من ) الاستفهامية أوجبت تعليق فعل ( يعلمون ) عن العمل .

التالي السابق


الخدمات العلمية