واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين .
معترض بين الجملتين ابتدارا لكرامة المؤمنين قبل الأمر بالتبرؤ من الذين لا يؤمنون ، وبعد الأمر بالإنذار الذي لا يخلو من وقع أليم في النفوس .
وخفض الجناح : مثل للمعاملة باللين والتواضع . وقد تقدم عند قوله تعالى :
واخفض جناحك للمؤمنين في سورة الحجر ، وقوله :
واخفض لهما جناح الذل من الرحمة [ ص: 203 ] في سورة الإسراء . والجناح للطائر بمنزلة اليدين للدواب ، وبالجناحين يكون الطيران .
و (
من المؤمنين ) بيان ل (
لمن اتبعك ) فإن المراد المتابعة في الدين وهي الإيمان . والغرض من هذا البيان التنويه بشأن الإيمان كأنه قيل : واخفض جناحك لهم لأجل إيمانهم كقوله تعالى :
ولا طائر يطير بجناحيه وجبر لخاطر المؤمنين من قرابته . ولذلك لما نادى في دعائه
صفية قال : عمة رسول الله . ولما نادى
فاطمة قال : بنت رسول الله . تأنيسا لهما ، فهذا من خفض الجناح ولم يقل مثل ذلك
للعباس ; لأنه كان يومئذ مشركا .