قال سننظر أصدقت أم كنت من الكاذبين .
تقدم عند قوله :
فقال أحطت بما لم تحط به بيان وجه تطلب
سليمان تحقيق صدق خبر الهدهد . والنظر هنا نظر العقل وهو التأمل ، لا سيما وإقحام ( كنت ) أدخل في نسبته إلى الكذب من صيغة (
أصدقت ) ; لأن فعل (
كنت من الكاذبين ) يفيد الرسوخ في الوصف بأنه كائن عليه . وجملة (
من الكاذبين ) أشد في النسبة إلى الكذب بالانخراط في سلك الكاذبين بأن يكون الكذب عادة له . وفي ذلك إيذان بتوضيح تهمته بالكذب ليتخلص من العقاب ، وإيذان بالتوبيخ والتهديد وإدخال الروع عليه بأن كذبه أرجح عند الملك ليكون الهدهد مغلبا الخوف على الرجاء ، وذلك أدخل في التأديب على مثل فعلته وفي حرصه على تصديق نفسه بأن يبلغ الكتاب الذي يرسله معه .