[ ص: 60 ] [ ص: 61 ] بسم الله الرحمن الرحيم
سورة القصص
سميت سورة القصص ولا يعرف لها اسم آخر . ووجه التسمية بذلك وقوع لفظ ( القصص ) فيها عند قوله تعالى
فلما جاءه وقص عليه القصص .
فالقصص الذي أضيفت إليه السورة هو قصص
موسى الذي قصه على
شعيب عليهما السلام فيما لقيه في
مصر قبل خروجه منها . فلما حكي في السورة ما قصه
موسى كانت هاته السورة ذات قصص لحكاية قصص ، فكان القصص متوغلا فيها . وجاء لفظ القصص في سورة يوسف ولكن سورة يوسف نزلت بعد هذه السورة .
وهي مكية في قول جمهور التابعين . وفيها آية
إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد . قيل نزلت على النبيء صلى الله عليه وسلم في
الجحفة في طريقه إلى
المدينة للهجرة تسلية له على مفارقة بلده . وهذا لا يناكد أنها مكية ؛ لأن
المراد بالمكي ما نزل قبل حلول النبيء صلى الله عليه وسلم بالمدينة كما أن المراد بالمدني ما نزل بعد ذلك ولو كان نزوله
بمكة .
وعن
مقاتل nindex.php?page=showalam&ids=11وابن عباس أن قوله تعالى
الذين آتيناهم الكتاب من قبله هم به يؤمنون إلى قوله
سلام عليكم لا نبتغي الجاهلين نزل
بالمدينة .
وهي السورة التاسعة والأربعون في عداد
نزول سور القرآن ، نزلت بعد سورة النمل وقبل سورة الإسراء ، فكانت هذه الطواسين الثلاث متتابعة في النزول كما هو ترتيبها في المصحف ، وهي متماثلة في افتتاح ثلاثتها بذكر
موسى عليه السلام . ولعل ذلك الذي حمل كتاب المصحف على جعلها متلاحقة .
وهي ثمان وثمانون آية باتفاق العادين .