وقالت لأخته قصيه فبصرت به عن جنب وهم لا يشعرون ظاهر ترتيب الأخبار أنها على وفق ترتيب مضامينها في الحصول ، وهذا يرجح أن يكون حصول مضمون
وأصبح فؤاد أم موسى فارغا سابقا على حصول مضمون
وقالت لأخته قصيه ، أي قالت لأخته ذلك بعد أن اطمأن قلبها لما ألهمته من إلقائه في اليم ، أي لما ألقته في اليم قالت لأخته : انظري أين يلقيه اليم ، ومتى يستخرج منه ؟ وقد علمت أن اليم لا يلقيه بعيدا عنها ؛ لأن ذلك مقتضى وعد الله برده إليها .
[ ص: 83 ] وأخت
موسى اسمها
مريم ، وقد مضى ذكر القصة في سورة طه .
والقص : اتباع الأثر ، استعمل في تتبع الذات بالنظر فلذلك عدي إلى ضمير
موسى دون ذكر الأثر . وقد تقدم في سورة الكهف عند قوله
فارتدا على آثارهما قصصا .
وبصر بالشيء صار ذا بصر به . أي باصرا له فهو يفيد قوة الإبصار ، أي قوة استعمال حاسة البصر وهو التحديق إلى المبصر ، فـ " بصر " أشد من ( أبصر ) . فالباء الداخلة على مفعوله باء السببية للدلالة على شدة العناية برؤية المرئي حتى كأنه صار باصرا بسببه . ولك أن تجعل الباء زائدة لتأكيد الفعل فتفيد زيادة مبالغة في معنى الفعل . وتقدم في قوله تعالى :
قال بصرت بما لم يبصروا به في سورة طه .
والجنب : بضمتين البعيد . وهو صفة لموصوف يعرف من المقام ، أي عن مكان جنب .
و " عن " للمجاوزة ، والمجرور في موضع حال من ضمير " بصرت " ؛ لأن المجاوزة هنا من أحوال أخته لا من صفات المكان .
و " هم " أي آل
فرعون حين التقطوه لا يشعرون بأن أخته تراقب أحواله وذلك من حذق أخته في كيفية مراقبته .