أغراض هذه السورة
أول
أغراض هذه السورة سبب نزولها على ما سر المشركين من تغلب
الفرس على
الروم ، فقمع الله تعالى تطاول المشركين به وتحداهم بأن العاقبة
للروم في الغلب على
الفرس بعد سنين قليلة .
[ ص: 41 ] ثم تطرق من ذلك إلى تجهيل المشركين بأنهم لا تغوص أفهامهم في الاعتبار بالأحداث ولا في أسباب نهوض وانحدار الأمم من الجانب الرباني ، ومن ذلك إهمالهم النظر في الحياة الثانية ولم يتعظوا بهلاك الأمم السالفة المماثلة لهم في الإشراك بالله ، وانتقل من ذلك إلى ذكر البعث .
واستدل لذلك ولوحدانيته تعالى بدلائل من آيات الله في تكوين نظام العالم ونظام حياة الإنسان .
ثم حض النبيء - صلى الله عليه وسلم - والمسلمين على التمسك بهذا الدين وأثنى عليه .
ونظر بين الفضائل التي يدعو إليها الإسلام وبين حال المشركين ورذائلهم ، وضرب أمثالا لإحياء مختلف الأموات بعد زوال الحياة عنها ولإحياء الأمم بعد يأس الناس منها ، وأمثالا لحدوث القوة بعد الضعف وبعكس ذلك .
وختم ذلك بالعود إلى إثبات البعث ثم بتثبيت النبيء - صلى الله عليه وسلم - ووعده بالنصر .
ومن أعظم ما اشتملت عليه التصريح بأن الإسلام دين فطر الله الناس عليه ، وأن من ابتغى غيره دينا فقد حاول تبديل ما خلق الله وأنى له ذلك .