إن الله بعباده لخبير بصير
تذييل جامع لما تضمنته الآيات قبله من تفضيل بعض عباد الله على بعض ومن انطواء ضمائرهم على الخشية وعدمها ، وإقبال بعضهم على الطاعات وإعراض بعض ، ومن
تفضيل بعض كتب الله على بعض المقتضي أيضا
تفضيل بعض المرسلين بها على بعض ، فموقع قوله
إن الله بعباده لخبير بصير موقع إقناع السامعين بأن الله عليم بعباده وهو يعاملهم بحسب ما يعلم منهم ، ويصطفي منهم من علم أنه خلقه كفئا لاصطفائه ، فألقم بهذا الذين قالوا
أأنزل عليه الذكر من بيننا حجرا ، وكأولئك أيضا الذين ينكرون القرآن من أهل الكتاب بعلة أنه جاء مبطلا لكتابهم .
والخبير : العالم بدقائق الأمور المعقولة والمحسوسة والظاهرة والخفية .
والبصير : العالم بالأمور المبصرة . وتقديم " الخبير " على " البصير " لأنه أشمل . وذكر " البصير " عقبه للعناية بالأعمال التي هي من المبصرات وهي غالب شرائع الإسلام ، وقد تكرر إرداف الخبير بالبصير في مواضع كثيرة من القرآن .
والتأكيد بـ " إن " واللام للاهتمام بالمقصود من هذا الخبر .