[ ص: 171 ] وإن لوطا لمن المرسلين إذ نجيناه وأهله أجمعين إلا عجوزا في الغابرين ثم دمرنا الآخرين هذا ثاني الأنبياء الذين جمعهم التنظير في هذه الآية ،
ولوط كان رسولا للقرى التي كان ساكنا في إحداها ، فهو رسول لا شريعة له سوى أنه جاء ينهى الأقوام الذين كان نازلا بينهم عن الفاحشة ، وتلك لم يسبق النهي عنها في شريعة
إبراهيم .
و ( إذ ) ظرف متعلق ب " المرسلين " . والمعنى : أنه في حين إنجاء الله إياه وإهلاك الله قومه كان قائما بالرسالة عن الله تعالى ناطقا بما أمره الله ، وإنما خص حين إنجائه بجعله ظرفا للكون من المرسلين لأن ذلك الوقت ظرف للأحوال الدالة على رسالته ، إذ هي مماثلة لأحوال الرسل من قبل ومن بعد . وتقدمت قصة
لوط في سورة الأنعام وفي سورة الأعراف .
والعجوز : امرأة
لوط ، وتقدم خبرها وتقدم نظيرها في سورة الشعراء .