قال فاخرج منها فإنك رجيم وإن عليك لعنتي إلى يوم الدين عاقبه الله على ما برز من نفسانيته فخالف ما كان من طريقته فأطرده من الملأ الأعلى ومن الجنة ، وضمير " قال " عائد إلى الله تعالى على طريقة حكاية المقاولات . وفرع أمره بالخروج من الجنة بالفاء على ما تقدمه من السؤال والجواب لأن جوابه دل على كون خبث في نفسه بدت آثاره في عمله فلم يصلح لمخالطة أهل الملأ الأعلى . وتقدم تفسير نظير هذه الآية في سورة الحجر .
واللعنة : الإبعاد من رحمة الله ، وأضيفت إلى الله لتشنيع متعلقها وهو الملعون لأن الملعون من جانب الله هو أشنع ملعون .
وجعل " يوم الدين " غاية اللعنة للدلالة على دوامها مدة هذه الحياة كلها ليستغرق الأزمنة كلها ، وليس المراد حصول ضد اللعنة له يوم الدين ، أعني : الرحمة ؛ لأن
يوم الدين يوم الجزاء على الأعمال ، فجزاء الملعون العذاب الأليم كما أنبأ بذلك التعبير بـ " يوم الدين " دون : يوم يبعثون ، أو يوم الوقت المعلوم .