[ ص: 311 ] بسم الله الرحمن الرحيم سورة الزمر سميت " سورة الزمر " من عهد النبيء - صلى الله عليه وسلم - فقد روى
الترمذي عن
عائشة قالت
nindex.php?page=hadith&LINKID=2002249كان النبيء - صلى الله عليه وسلم - لا ينام حتى يقرأ الزمر وبني إسرائيل ، وإنما
سميت سورة الزمر لوقوع هذا اللفظ فيها دون غيرها من سور القرآن .
وفي تفسير
القرطبي عن
nindex.php?page=showalam&ids=17285وهب بن منبه أنه سماها سورة الغرف وتناقله المفسرون ، ووجهه أنها ذكر فيها لفظ الغرف ، أي : بهذه الصيغة دون الغرفات ، في قوله تعالى
لهم غرف من فوقها غرف الآية .
وهي مكية كلها عند الجمهور . وعن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس أن قوله تعالى
قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله الآيات الثلاث . وقيل : إلى سبع آيات نزلت
بالمدينة في قصة
وحشي قاتل
حمزة ، وسنده ضعيف ، وقصته عليها مخائل القصص .
وعن
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب أن تلك الآيات نزلت
بالمدينة في
هشام بن العاصي بن وائل إذ تأخر عن الهجرة إلى
المدينة بعد أن استعد لها . وفي رواية : أن معه
عياش بن أبي ربيعة وكانا تواعدا على الهجرة إلى
المدينة ففتنا فافتتنا .
والأصح أنها نزلت في المشركين كما سيأتي عند تفسيرها ، وما نشأ القول بأنها مدنية إلا لما روي فيها من القصص الضعيفة .
وقيل : نزل أيضا في قوله تعالى
قل يا عباد الذين آمنوا اتقوا ربكم الآية ؛
بالمدينة .
وعن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس أن قوله تعالى
الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها الآية ؛ نزل
بالمدينة .
[ ص: 312 ] فبلغت الآيات المختلف فيها تسع آيات .
والمتجه : أنها
كلها مكية وأن ما يخيل أنه نزل في قصص معينة إن صحت أسانيده أن يكون وقع التمثل به في تلك القصص فاشتبه على بعض الرواة بأنه سبب نزول .
وسيأتي عند قوله تعالى
وأرض الله واسعة أنها نزلت قبيل هجرة المؤمنين إلى
الحبشة ، أي : في سنة خمس قبل الهجرة .
وهي السورة التاسعة والخمسون في ترتيب النزول على المختار ، نزلت بعد سورة سبأ وقبل سورة غافر .
وعدت آياتها عند المدنيين والمكيين والبصريين اثنتين وسبعين ، وعند أهل
الشام ثلاثا وسبعين ، وعند أهل
الكوفة خمسا وسبعين .