ألا إن الذين يمارون في الساعة لفي ضلال بعيد
الجملة تذييل لما قبلها بصريحها وكنايتها لأن صريحها إثبات الضلال للذين يكذبون بالساعة وكنايتها إثبات الهدى للذين يؤمنون بالساعة . وهذا التذييل فذلكة للجملة التي قبلها .
[ ص: 71 ] وافتتاح الجملة بحرف ( ألا ) الذي هو للتنبيه لقصد العناية بالكلام .
والمماراة : مفاعلة من المرية بكسر الميم وهي الشك . والمماراة : الملاحة لإدخال الشك على المجادل ، وقد تقدم في قوله تعالى :
فلا تمار فيهم في سورة الكهف .
وجعل الضلال كالظرف لهم تشبيها لتلبسهم بالضلال بوقوع المظروف في ظرفه ، فحرف ( في ) للظرفية المجازية .
ووصف الضلال بالبعيد وصف مجازي ؛ شبه الكفر بضلال السائر في طريق وهو يكون أشد إذا كان الطريق بعيدا ، وذلك كناية عن عسر إرجاعه إلى المقصود .
والمعنى : لفي ضلال شديد . وتقدم في قوله :
فقد ضل ضلالا بعيدا في سورة النساء .