[ ص: 251 ] هل ينظرون إلا الساعة أن تأتيهم بغتة وهم لا يشعرون
استئناف بياني بتنزيل سامع قوله
فويل للذين ظلموا من عذاب يوم أليم منزلة من يطلب البيان فيسأل : متى يحل هذا اليوم الأليم ؟ وما هو هذا الويل ؟ فوردت جملة
هل ينظرون إلا الساعة أن تأتيهم بغتة جوابا عن الشق الأول من السؤال ، وسيجيء الجواب عن الشق الثاني في قوله
الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو وفي قوله
إن المجرمين في عذاب جهنم الآيات .
وقد جرى الجواب على طريقة الأسلوب الحكيم ، والمعنى : أن هذا العذاب واقع لا محالة سواء قرب زمان وقوعه أم بعد ، فلا يريبكم عدم تعجيله قال تعالى
قل أرأيتم إن أتاكم عذابه بياتا أو نهارا ماذا يستعجل منه المجرمون ، وقد أشعر بهذا المعنى
تقييد إتيان الساعة بقيد بغتة فإن الشيء الذي لا تسبقه أمارة لا يدرى وقت حلوله .
و " ينظرون " بمعنى ينتظرون ، والاستفهام إنكاري ، أي لا ينتظرون بعد أن أشركوا لحصول العذاب إلا حلول الساعة . وعبر عن اليوم بالساعة تلميحا لسرعة ما يحصل فيه .
والتعريف في الساعة تعريف العهد .
والبغتة : الفجأة ، وهي : حصول الشيء عن غير ترقب .
و " أن تأتيهم " بدل من الساعة بدلا مطابقا فإن إتيان الساعة هو عين الساعة لأن مسمى الساعة حلول الوقت المعين ، والحلول هو المجيء المجازي المراد هنا .
وجملة وهم لا يشعرون في موضع الحال من ضمير النصب في " تأتيهم " . والشعور : العلم بحصول الشيء الحاصل .
ولما كان مدلول " بغتة " يقتضي عدم الشعور بوقوع الساعة حين تقع عليهم كانت جملة الحال مؤكدة للجملة التي قبلها .