[ ص: 337 ] وسخر لكم ما في السماوات وما في الأرض جميعا منه هذا تعميم بعد تخصيص اقتضاه الاهتمام أولا ثم التعميم ثانيا . و ما في السماوات وما في الأرض عام مخصوص بما تحصل للناس فائدة من وجوده : كالشمس للضياء ، والمطر للشراب ، أو من بعض أحواله : كالكواكب للاهتداء بها في ظلمات البر والبحر ، والشجر للاستظلال ، والأنعام للركوب والحرث ونحو ذلك . وأما ما في السماوات والأرض مما لا يفيد الناس فغير مراد مثل الملائكة في السماء والأهوية المنحبسة في باطن الأرض التي يأتي منها الزلزال .
وانتصب جميعا على الحال من
ما في السماوات وما في الأرض . وتنوينه تنوين عوض عن المضاف إليه ، أي جميع ذلك مثل تنوين ( كل ) في قوله "
كلا هدينا " .
و ( من ) ابتدائية ، أي جميع ذلك من عند الله ليس لغيره فيه أدنى شركة . وموقع قوله منه موقع الحال من المضاف إليه المحذوف المعوض عنه التنوين أو من ضمير " جميعا " لأنه في معنى مجموعا .