وبدا لهم سيئات ما عملوا وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون
عطف على جملة
أفلم تكن آياتي تتلى عليكم باعتبار تقدير : فيقال لهم ، أي فيقال لهم ذلك
وبدا لهم سيئات ما عملوا ، أي جمع لهم بين التوبيخ والإزعاج فوبخوا بقوله
أفلم تكن آياتي تتلى عليكم إلى آخره ، وأزعجوا بظهور سيئات أعمالهم ، أي ظهور جزاء سيئاتهم حين رأوا دار العذاب وآلاته رؤية من يوقن بأنها معدة له وذلك بعلم يحصل لهم عند رؤية الأهوال .
[ ص: 374 ] وعبر بالسيئات عن جزائها إشارة إلى تمام المعادلة بين العمل وجزائه حتى جعل الجزاء نفس العمل على حد قوله
فذوقوا ما كنتم تكنزون .
ومعنى حاق : أحاط .
و
ما كانوا به يستهزئون يعم كل ما كان طريق استهزاء بالإسلام من أقوالهم الصادرة عن استهزاء مثل قولهم
إن نظن إلا ظنا وما نحن بمستيقنين . وقول
العاص بن وائل nindex.php?page=showalam&ids=211لخباب بن الأرت : لأوتين مالا وولدا في الآخرة فأقضي منه دينك . ومن الأشياء التي جعلوها هزؤا مثل عذاب جهنم وشجرة الزقوم وهو ما عبر عنه آنفا بـ
سيئات ما عملوا . وإنما عدل عن الإضمار إلى الموصولية لأن في الصلة تغليطا لهم وتنديما على ما فرطوا من أخذ العدة ليوم الجزاء على طريقة قول
عبدة بن الطبيب :
إن الذين ترونهم إخوانكم يشفي غليل صدورهم أن تصرعوا
والمعنى : أنهم قد أودعوا جهنم فأحاط بهم سرادقها .
والباء في " به يستهزئون " يجوز حملها على السببية وعلى تعدية فعل " يستهزئون " إلى ما لا يتعدى إليه أي العذاب .