إنما الحياة الدنيا لعب ولهو
تعليل لمضمون قوله
فلا تهنوا وتدعوا إلى السلم الآية ، وافتتاحها بـ ( إن ) مغن عن افتتاحها بفاء التسبب على ما بينه في دلائل الإعجاز ، وليس اتصال
[ ص: 133 ] ( إن ) بـ ( ما ) الزائدة الكافة بمغير موقعها بدون ( ما ) لأن اتصالها بها زادها معنى الحصر .
والمراد بـ " الحياة " أحوال مدة الحياة فهو على حذف مضافين .
واللعب : الفعل الذي يريد به فاعله الهزل دون اجتناء فائدة كأفعال الصبيان في مرحهم .
واللهو : العمل الذي يعمل لصرف العقل عن تعب الجد في الأمور فيلهو عن ما يهتم له ويكد عقله .
والإخبار عن الحياة بأنها لعب ولهو على معنى التشبيه البليغ ، شبهت أحوال الحياة الدنيا باللعب واللهو في عدم ترتب الفائدة عليها لأنها فانية منقضية ، والآخرة هي دار القرار .
وهذا تحذير من أن يحملهم حب لذائذ العيش على الزهادة في مقابلة العدو ويتلو إلى مسالمته فإن ذلك يغري العدو بهم .
وحب الفتى طول الحياة يذله وإن كان فيه نخوة وعـزام