[ ص: 207 ] ذلك مثلهم في التوراة
الإشارة بذلك إلى المذكور من
صفات الذين مع النبيء صلى الله عليه وسلم لأن السابق في الذكر بمنزلة الحاضر فيشار إليه بهذا الاعتبار فاسم الإشارة مبتدأ و مثلهم خبره .
والمثل يطلق على الحالة العجيبة ، ويطلق على النظير ، أي المشابه فإن كان هنا محمولا على الحالة العجيبة فالمعنى : أن الصفات المذكورة هي حالهم الموصوف في التوراة . وقوله : " في التوراة " متعلق بـ " مثلهم " أو حال منه . فيحتمل أن في التوراة وصف قوم سيأتون ووصفوا بهذه الصفات ، فبين الله بهذه الآية أن الذين مع النبيء صلى الله عليه وسلم هم المقصود بتلك الصفة العجيبة التي في التوراة ، أي أن التوراة قد جاءت فيها بشارة بمجيء
محمد صلى الله عليه وسلم ووصف أصحاب النبيء صلى الله عليه وسلم . والذي وقفنا عليه في التوراة مما يصلح لتطبيق هذه الآية هو البشارة الرمزية التي في الإصحاح الثالث والثلاثين من سفر التثنية من قول
موسى عليه السلام : ( جاء الرب من
سينا وأشرق لهم من سعير وتلألأ من
جبل فاران ، وأتى من
ربوات القدس وعن يمينه نار شريعة لهم فأحب الشعب جميع قديسيه وهم جالسون عند قدمك يتقبلون من أقوالك ) فإن
جبل فاران هو حيال
الحجاز .
وقوله : " فأحب الشعب جميع قديسيه " يشير إليه قوله رحماء بينهم ، وقد تقدم من حديث
nindex.php?page=showalam&ids=13عبد الله بن عمرو بن العاص ما ينطبق على هذا من سورة الفتح . وقوله : قديسيه يفيد معنى تراهم ركعا سجدا ومعنى
سيماهم في وجوههم من أثر السجود . وقوله في التوراة : جالسون عند قدمك يفيد معنى قوله تعالى : يبتغون فضلا من الله ورضوانا .
ويكون قوله تعالى : " ذلك " إشارة إلى ما ذكر من الوصف .