أم لهم إله غير الله سبحان الله عما يشركون .
هذا آخر سهم في كنانة الرد عليهم وأشد رمي لشبح كفرهم ، وهو شبح الإشراك وهو أجمع ضلال تنضوي تحته الضلالات وهو إشراكهم مع الله آلهة أخرى .
فلما كان ما نعي عليهم من أول السورة ناقضا لإقوالهم ونواياهم ، وكان ما هم فيه من الشرك أعظم لم يترك عد ذلك عليهم من اشتهاره بعد استيفاء الغرض المسوق له الكلام لهذه المناسبة ، ولذلك كان هذا المنتقل إليه بمنزلة التذييل لما قبله ؛ لأنه ارتقاء إلى الأهم في نوعه ، والأهم يشبه الأعم فكان كالتذييل ، ونظيره في الارتقاء في كمال النوع قوله تعالى
فك رقبة أو إطعام إلى قوله
ثم كان من الذين آمنوا الآية .
وقد وقع قوله
سبحان الله عما يشركون إتماما للتذييل وتنهية المقصود من فضح حالهم .
وظاهر أن الاستفهام المقدر بعد " أم " استفهام إنكاري . واعلم أن الآلوسي نقل عن الكشف على الكشاف كلاما في انتظام الآيات من قوله تعالى
يقولون شاعر إلى قوله
أم لهم إله غير الله فيه نكت وتدقيق فانظره .