إنا أرسلنا عليهم صيحة واحدة فكانوا كهشيم المحتظر جواب قوله
فكيف كان عذابي ونذر فهو مثل موقع قوله
إنا أرسلنا عليهم ريحا صرصرا في قصة
عاد كما تقدم .
والصيحة : الصاعقة وهي المعبر عنها بالطاغية في سورة الحاقة ، وفي سورة الأعراف بالرجفة ، وهي صاعقة عظيمة خارقة للعادة أهلكتهم ، ولذلك وصفت بواحدة للدلالة على أنها خارقة للعادة إذ أتت على قبيلة كاملة وهم أصحاب الحجر .
وكانوا بمعنى : صاروا ، وتجيء كان بمعنى صار حين يراد بها كون متحدد لم يكن من قبل .
[ ص: 203 ] والهشيم : ما يبس وجف من الكلأ ومن الشجر ، وهو مشتق من الهشم وهو الكسر ، لأن اليابس من ذلك يصير سريع الانكسار . والمراد هنا شيء خاص منه وهو ما جف من أغصان العضاة والشوك وعظيم الكلأ كانوا يتخذون منه حظائر لحفظ أغنامهم من الريح والعادية ولذلك أضيف الهشيم إلى المحتظر . وهو بكسر الظاء المعجمة : الذي يعمل الحظيرة ويبنيها ، وذلك بأنه يجمع الهشيم ويلقيه على الأرض ليرصفه بعد ذلك سياجا لحظيرته ، فالمشبه به هو الهشيم المجموع في الأرض قبل أن يسيج ولذلك قال كهشيم المحتظر ولم يقل : كهشيم الحظيرة ، لأن المقصود بالتشبيه حالته قبل أن يرصف ويصفف وقبل أن تتخذ منه الحظيرة .
والمحتظر : مفتعل من الحظيرة ، أي متكلف عمل الحظيرة .
والقول في تعدية أرسلنا إلى ضمير
ثمود كالقول في
أرسلنا عليهم ريحا صرصرا .